منبر حر لكل اليمنيين

في رثاء جار الله عمر

56

حين قالوا:  رحلتَ عن الأرض
أمسكتُ من هلعي بالفراغ
ظننتُ الفراغَ أخي
والدخانَ زميلي
وصلّيت حتى أتى النوم
كيما أراكَ
وأسمع صوتك
أقرأ ـ في غفوتي ـ ما تيسر
من رعشة الخوف
أغسل دمعي برائحة الياسمين.
**

هل رأيتم جبالًا تموت
سماءً تغور إلى قاعها
وفضاءً يضيق بألوانهِ
وسحاباتهِ
وقناديلهِ
وحقولًا تغادر وديانَها
وفراشاتِها؟
هل رأيتم نهارَ اكتوى صاحبي بالرصاص
وفي دمه كان حلمُ البلاد ـولا عاصم اليوم ـ
كنا جميعًا من المغرقين
**

مَن تُرى قتل الورد
أزهق روح الحدائق
أفتى بموت الينابيع؟
من فتح الظلمات بنار مسدسه
وأعاد ارتعاش الظنونِ
وخيط الوساوس؟
مَن أيقظ الإثمَ
واجترح الصمت والدم
في ساحة الكلماتِ؟
ومن أرهب الضوء والسنبلات
أحلَّ دمَ المؤمنين؟
**
ذات يوم حلمت بنهر
إذا لمسته الأصابع
أو شربت ماءه أعين الحاقدين
استعادت براءتها
ونقاء سريرتها
أين نحن من النهر؟
في أي قلب أخبئ أحلامك المورقات
وأكشف عن ظمئي
وعلى الأرض (قابيلُ) يقتلنا
ويطارد أرواحنا
بامتداد الزمان اللعين.
**
آه يا صاحبي
لم أجِىء لوداعك
أو لمديح خصالك
لكنني جئت أبكي المحبة والشعر.
لمّا رحلتَ تخثرت الكلمات
تبدل ماء الحروف
وفاض دمًا
وكعادته ـحين يحزن ـ
أخفى انكساراتِه الشعر
وارَى عيون قصائده
في جفون الملائكة النائحين.

تعليقات