منبر حر لكل اليمنيين

مناجاة مع النيل

18

طبتَ يا نيلُ كيفَ حالكَ قل لي
كمْ بعينيكَ من مواجع أهلي؟

غرباءٌ وأنتَ تحنو عليهمْ
وتداوي جراحهمْ وتسلي

خالعاً فضةَ المجازِ تراني
وعقيق الرؤى وخنجر جهلي

وحدكَ المستريحُ من كلِّ همٍّ
وأنا الهمُّ بعضهُ صار كُلِّي

تحتَ جنحيكَ من تلهفِ قومي
غربةٌ تعتلي وأخرى تولي

صبحُ أحداقهمْ ملامحُ صنعا
وهي تهفو لضمهمْ وتصلي

غيرَ أن الطريقَ يا نيلُ ليلٌ
بالمآسي وبالمكائدِ يغلي
   ….
أيها النيل ما أتيتُ لأشكو
أنتَ من تبدأ الحديثَ وتُملي

قهرُ صنعاءَ لم يزلْ في ضلوعي
ساخناً والعنا خلاصةُ شكلي

وهروبي إليك ما كان إلا 
أملاً في لقاء خلٍّ بخلِّ

غير أني أراك قد صرت تبدو
يمني الأسى وتحمل حملي

ملح خيباتهمْ أصابك حتى
صرت مما بهم تُعذب مثلي

إييه يا نيل والمنافي منايا
فاخراتٌ بألفِ لونٍ وشكلِ

ها أنا جئت والحديث سديمٌ
ضاع في جوفه ا…

تعليقات