منبر حر لكل اليمنيين

في اليوم العالمي للغة العربية

11

كان المكانُ سديما والزمان على
عكازه عاجز أن يقرأ الطللا
وكان صمتٌ طويلُ البال منتظرا
حروفها شفتيها نطقها العسلا
كان الوجودُ بلا معنى ليفصح عن
وجوده.. كلُّ شيءٍ لم يزل غفلا
وأشرقتْ لغةٌ فصحى لتوقد في
الأشياء شمسَ معانيها فتشتعلا
بها أنسنا وأحببنا توهجنا
بها رأينا هنا إنساننا البطلا
مرتْ سنين على أحزاننا ومضت
على مباهجنا لم نحسن العملا
فأرشدتنا إلى أعماقنا وبها
كنا نعي وانتبهنا أننا عقلا
وعلمتنا اقتناص المشتهى صورا
وعلمتنا امتشاق السيف والقبلا
في البدء كانت شعوب الأرض غافلة
عن سحرها
نحن كنا نسكن الجُمَلا
وكان قرآنُنا يجلو منابتَها
يزيل عن منكبيها الشيبَ والكسلا
يمد خافقها نحو النجوم كما
يمتد طفلُ مجازٍ فجأةً رجلا
يكحل الأعين النعسى بأسئلةٍ
وفي الإجابات يمضي يبذر السُّؤُلا
مهذبون كما شاءت حضارتها
وكاملون كما شاءت لنا نُبلا
رأيت أيضا بلادي وهي نازحة
لولا القصيدة لم أحسن لهم نزلا
وحاصر الموج والإعصار خارطتي
فكانت اللغة الفصحى لنا الجبلا
بها اعتصمنا من الطوفان أنقذنا
مجازُها ..فتح الأبوابَ والأملا
وكلما اشتد حراس الحدود على
أهلي، توسعت الفصحى لنا دولا.

*من صفحة الشاعر في فيس بوك.

تعليقات