منبر حر لكل اليمنيين

الصغار

28

على كتفيكَ كم صعدوا وطاروا
ولكنْ كيفَ يرتفعُ الصغارُ؟

ركضتَ بهمْ من المهدِ احتفالاً
فشبوا نارَ حُزنكَ واستداروا

وكنتَ تغوصُ في لهبِ التسامي
لتنسى.. فرطَ ما لفوا وداروا

وكانوا كلما اكتحلوا بليلٍ
بغيرِ شموسِ قلبكَ ما استجاروا

أنانيونَ جئتَ لهمْ نبياً
فما عقلوا الكتابَ ولا أعاروا

كأنكَ والندى أبناءُ عمٍ
وهمْ والريحُ جدهمُ الغبارُ 

خفيفاً تعبرُ الأيامَ طفلاً
هديَّتهُ من البحرِ المحارُ

تمدُّ يديكَ في كلِّ اتجاهٍ
وعن حبٍ تُجيرُ ولا تجارُ

تعانقهمْ كأنكَ لستَ تدري
إلى أي الدروبِ السودِ ساروا

لأنكَ ما انحنيتَ لريحِ حقدٍ
تعملقَ في رؤاكَ الجُلنارُ

فمن أيِّ البياضِ هطلتَ سراً
يحارُ بهِ جنونٌ وانبهارُ

ومن أيِّ اللحونِ بعثتَ مغنىً
لهُ في كلِّ أغنيةٍ مدارُ؟

لقدْ ملأتْ بكَ الدنيا يديها
وأشرقَ من حناياكَ النهارُ

وطافَ بكَ النقا في كلِّ أفقٍ
وفوقَ رؤسهمْ سقطَ الجدارُ

تعليقات