السفير الفرنسي يتألم لأجل الشعب اليمني والسفير البريطاني يتناول وجبة الغداء مع الإرهابيين
بدا السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا حزينا لما ألحقته الحرب بالشعب اليمني واعتبر الحرب تخص أمراءها وتجارها الذين تواروا خلف مسميات متعددة كي يجعلوا من الشعب اليمني حطبا لمعاركهم، وقد ظهرت على وجهه ملامح الحزن وهو يقول، الشعب اليمني تعب من الحرب في الشمال والجنوب، هذا الشعب ليس حوثيا ولا إصلاحيا ولا مؤتمريا ولا انتقاليا، مطالبا العالم بأن يسمع صوت الشعب اليمني
الذي لم يمثله أحد حتى هذه اللحظة، فالشعب لا يريد حربا، بل يريد سلاما ويريد دولة تحقق له المواطنة المتساوية أمام القانون وتوفر له الخدمات العامة، وأي طرف لا يريد السلام فهو ضد الشعب، واختتم حديثه بالقول، إن الشعب اليمني سينفجر في وجه أمراء الحرب ومسعريها، فأنا أسمع غضب الشعب ولست يمنيا بينما دعاة الحرب لم يسمعوه وهم يمنيون.
على الضفة الأخرى، كان السفير البريطاني مايكل آرون يتناول الطعام مع الإرهابيين الحوثيين، ويدعو إلى إشراكهم في مجلس القيادة الرئاسي وهو مشغول بإسقاط القرار 2216 الذي يدين عصابة الحوثي لانقلابها على الدولة وعلى التوافق الوطني ويبحث عن قرار جديد كي يمنح هذه العصابة مشروعية لكي تكون طرفا أساسيا في مفاوضات السلام المزعومة، وهو يدرك أن عصابة الحوثي لا تختلف مع اليمنيين حول السلطة فقد تركوا لها السلطة حينما دخلت صنعاء، لكنهم يختلفون معها حول سلوكها الإرهابي ومصادرتها لوجودهم الإنساني.
ممارسة السفير البريطاني مع عصابة الحوثي مفادها أن الانقلاب أمر مقبول، بل إن الأمر أبعد من ذلك، فهو يلتقي ويتناول الطعام مع إرهابيين، سبق أن صنفهم مجلس القيادة الرئاسي بأنهم جماعة إرهابية، وهو بكل بجاحة يلتقي بقياداتها ويتناول الغداء معهم ويصف مناقشته معهم بأنها بناءة، والملفت للنظر أن وزارة الخارجية اليمنية لم تعر تحركات السفير البريطاني ولا تصريحاته أي اهتمام، لأن وزير الخارجية مشغول بالتقاط الصور هنا وهناك في إنجازات كاذبة، إضافة إلى غياب سفيرنا في بريطانيا الذي لم يزر الخارجية البريطانية مرة واحدة منذ أن عين سفيرا هناك.
إن دعم بريطانيا لعصابة الحوثي الإرهابية لا يحتاج إلى أدلة أكثر مما يقوله سفيرها في اليمن أو سفيرها في الأمم المتحدة المنشغل منذ 2018 بإسقاط القرار 2216 واستبداله بقرار آخر يعترف بانقلاب عصابة الحوثي، بل إن وقوف بريطانيا في وجه تحرير الحديدة وتماهي الإمارات معها، يعد أكبر دليل على رعاية بريطانيا لعصابة الحوثي الإرهابية، وهو ما قاله مايكل آرون، إن مشكلتنا ليست الحوثيين، بل سلوكهم المدمر، ومع ذلك تدعم بلاده هذا السلوك المدمر وتسوق له.
خلاصة القول إن بريطانيا ما زالت تفكر بعقلها الاستعماري تجاه اليمن ولذلك تريد أن تقدم اليمن صفقة للشيطان في ظل تراخي قيادات مجلس القيادة وعدم امتلاكه لمشروع وطني في ظل غياب الدبلوماسية اليمنية وغياب اليمن من أهم المنظمات الدولية، كالجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة العمل الإسلامي ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، فكل بعثاتنا الدبلوماسية في البلدان ذات الأهمية هي عبارة عن بعثات للنقاهة والعلاج والضمان الاجتماعي، لذلك ستظل بريطانيا ومعها بقية دول الرباعية تتسبب بالمزيد من المعاناة لليمنيين الذين يعانون من الحرمان ويخضعون لجرائم حرب ممنهجة، وبدلا من مطالبة عصابة الحوثي أن تدفع ثمن انقلابها، يدعو السفير البريطاني الشعب اليمني لدفع ذلك الثمن.