– يوم القُبلة (من مخطوط يوميات الغائب)
– 1 –
مثل هذا اليوم،
اغتسلت حواء من خطيئتها،
وغير آدم ملابسه الداخليةِ لأول مرة،
الوقت كان ثقيلٌ جداً،
وأطفالهما الفوضويون في الخارج،
يعلمون جيرانهم، صناعة النبيذ السماوي الفاخر،
هي اللحظة الأولى أيضاً
التي وقف فيها آدم هادئاً،
وطبع على جبين حوائِه، فاتحة القُبل.
– 2 –
– في الثالثة إلا فجراً،
تستيقظ السماء كعاشقةٍ خائفة،
تُدَلِّي نهديها لقمرٍ أدمن أنوثتها،
وتسقيهِ حليب طيشها المجفف،
بعد ساعةٍ تماماً،
ينفصل العاشق عن نبيذ أنثاه،
ويَطْعم شفتيها بِقُبلةٍ عاجلة،
يلفّ عينيه على شاله جوار الرب،
– كأنه يلفّ قبضته على فخذها-
وينام حتى موعد القُبلة القادمة.
– 3 –
– القُبلة : صلاةٌ قديمة،
صلّتها حواء في شفتي آدم،
تكفيراً عن خطيئة الخروج من الجنة.
– 4 –
– القبلة لب الأرواح المحلقة
في ملكوت الجمال
تطير بين السماء والأرض،
بعاشقين فقط، أنا وهي.
– 5 –
من يكره القبلة
كره شيئاً عظيماً
هو المحبة.
– 6 –
نيابة عن القبلة
عليَّ أن أعتذر
لأرواح العشاق الطائرة
في لُجج الغيب،
أن أغلق روحي
عن صلواتكم المعتمة الحب
أن أسحبني إلى ماوراء الريح،
خلف مقابر أرواحكم الملعونة.