منبر حر لكل اليمنيين

طاجيكستان..إبهار المكان وتقليدية الإنسان تجديد “الصداقة والحياة” على هامش عيد النيروز

عبدالله الصعفاني

0 Comments 124

لايستغني الشخص عن فرصة لتنشيط الدورة النفسية بما تيسَّر من صور وألوان وأصوات وثقافة تترك جميل الأثر في الذات المنهكة..وحسب حكيم فإن “شفاء النفس في ماتشتهيه” بعيداً عن حريق دم المنافسات الرياضية وفواجع المشاركة اليمنية فيها..!

* وعندما طرحت عليَّ فكرة مشاركة أمين عام اللجنة الاولمبية اليمنيه محمد الأهجري في منتدى دول وسط وغرب آسيا الرياضي في طاجيكستان لمعت الفكرة برأسي و لامسَت شغاف قلب شخص، سيسجِّل أول زيارة لإحدى دول آسيا الوسطى..

* الفرصة جاءت في لحظة كنت أعاني فيها من انتفاخ في المشاعر الشخصية وحرقان في العواطف الوطنية بسبب أن من يتكلمون بإسم اليمن، ويتصرفون، ويتحركون بهويات وجوازات سفر يمنية يتاجرون بأوجاع ابناء بلدهم ،و لايحملون أي إحساس بأن للبلاد وناسها حقوق عليهم ..وأولها الحق في المعاش والخدمات والسلام..

* قلت وأنا في صنعاء:

خلاص..سأتوجه إلى بلد جديد ترتاح فيه نفسي وبالي..و لابد من طاجيكستان ومعرفة الممنوع والمرغوب فيها، وخرجت بفكرة أن أحمل الملابس الثقيلة لأكون الشخص الذي يحمل مظلة الحلم والحب تحت المطر ..

* في دوشنبي العاصمة لم يكن المطر يهطل إلاّ في ذروة فعاليات المنتدى الرياضي الاولمبي المزدحم بمناقشات كيفية الاستفادة من برامج تدريب المجلس الأولمبي الأسيوي ..وظلت الثلوج متجمدة هناااك، على رؤوس الحزام الجبلي الذي يطوق العاصمة دوشانبي من كل الجهات حيث “جبال بامير ” من أعلى جبال العالم..

* في مدينة دوشنبي تذكرت المنحوس مع الفانوس وأنا اشارك في سباق جري مفتوح بين ضيوف المنتدى من فندق الإقامة إلى احتفال تكريمي، حيث لم أحرز المركز الاول..ولا الثاني ولا الثالث ..وبالنتيجة فشلت في التبرير بأن وراء إخفاقي هو وجود ثلوج على رؤوس الجبال، أو أنني نسيت الوشاح والقفاز وواقي الساق في الفندق..المهم ..عُذر والسلام..

* في طاجيكستان، تتشكل الثلوج في الجبال ثم تذوب ليأتي الحصاد في شكل بحيرات وشلالات ومصبات طويلة من مياه تمتص مخزونك السلبي عن الطاقة ولو من بعيد..

* وما يرفع هرمونات السعادة عندك هو تكييف اللجنة الأولمبية الطاجيكية حفلات عيد النيروز مع برنامج ضيوف المنتدى الأسيوي..وما أجمل من دعوتك إلى احتفال بعيد النيروز ،وهو بالمناسبة عيد تجديد الصداقة والحياة في بلدان وسط آسيا لنشاهد معهم الربيع وهو يختال ويتبسم ضاحكا او كما قال الشاعر..

وحضورك فعاليات عيد النيروز فرصة للاستمتاع بمشاركة الطاجيك، شباب وبنات واطفال الغناء والرقص بماتيسر عندك من مخزون البرع اليابس..

* في طاجاكستان ..مارست هواية الحركة في شوارع ومباني الدولة السوفيتية العميقة السابقة وحلول الشغف البناء الاستثماري الجديد الذي لايخفي الفقر كوجه آخر تراه في بيوت تشبه مدينة الليل في منطقة مذبح بصنعاء، وأي نمو هامشي يحتاج للنظرة الواسعة ولايمكنك الحكم على بلد من غرفتك الفارهة في الفندق الذي تقيم وتأكل فيه على حساب المضيف.. و”إذن” لابد أن تفتح دماغك على الشمس وعلى السحب والماء والهواء..

* في احتفال عيد النيروز الذي حضره وزير الشباب الطاجيكي وتكحلت عيناي برؤيةجماليات عيد النيروز المتمثلة في أطفال وبنات وشباب يرقصون وفي ايديهم غابات من الزهور على اصوات الغناء الذي يثير البهجة..وما أجمل ان تشاهد ساحة عرض تمتلى بنساء يعرضن ماتيسر من ناتج المطبخ الطاجاكي الذي تذكرت معه طعم لحمة العيد في سوق الثلوث في صعفان، مع فارق إبهار استعراض الطاجيكيين لوصلات غنائية ورياضية لمختلف الألعاب..فضلا عن رؤية كبار سن يشبهون جدّي وجدّك وهم يبذرون الأرض، فتسدعي عبق الحضارة وذاكرة التاريخ..

* هناك استلفت نظري مشاهدة حشمة النساء في كل مكان حتى في منصات الغناء وساحات الرقص، الشكل التقليدي للطاجيكي هو الغالب….وبحضور العادات والتقاليد الاجتماعية القديمة لن تنسى أن بلدان آسيا الوسطى التي لم تحض بالشهرة السياحية ماتزال تذكِّرك بالقائد الاسلامي قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين الذي وصل هناك في القرن الأول الهجري فكان ما كان من إرث تاريخي اسلامي ..

* والخلاصة ..أن تزور واحدة من بلدان وسط آسيا فأنت على موعد مع مشاهد مختلفة تثير الدهشة وتصنع الأثر الممتد من تشابك عبق التاريخ مع جرس

ألوان ثقافية وأبعاد جمالية تحفزك على اغتنام الفرصة لزيارة بلد ترتفع فيها أصوات العصافير في المساء وليس بعد الفجر.. ولسان حالها:

إن كنت تعشقهم.. قم شد والحقهم..

* السلام عليكم
من طاجيكستان..

من صفحته في فيس بوك تم نشره في موقع وصحيفة اليمني الأمريكي

تعليقات