منبر حر لكل اليمنيين

الحديث عن ساعة الصفر

توفيق الجند

0 Comments 18

كثيرون يتحدثون عن ساعة الصِفر، والصفر ذاته يقف متعجبا من الأمر.
الحروب تعتمد المفاجأة ولو نظريا، أما التبشير بمعركة ليس لها أب بعد، فهو قفز على الحقائق وبيع للوهم في الوقت الراهن.
يبدو أن الملف اليمني مجرد شوكولاتة في حفل تخرج مفاوضات واشنطن وطهران بمسقط، فلا يوجد مسؤول يمني واحد يعلم ما الخطوة القادمة، ولا يوجد حليف واحد للحكومة أبدى استعداده لبدء معركة برية (إن لم يقف ضدها)، ولا تمتلك الحكومة أية مقومات لخوض معركة بمفردها ولو توحَد الثمانية معا في مواجهة كائنات صنعاء التي سُمح لها دوليا، بأن تكون الطرف الأكثر تجهيزا عدة وعتادا، فدعم الحكومة لا يتجاوز مدرعات وأسلحة خفيفة للاستعراض، والتحالف العربي وأمريكا وأي طرف آخر، ليسوا جمعية خيرية سيقومون بالواجب بدلا عن اليمني، وبالعودة للقرار الأممي بمنع بيع الأسلحة لليمن، نجد أنه يطبق على الحكومة، أما الخوثي فقد شق طريقه للحصول عليه بعيدا عن القرار، عبر طهران ومسقط وحتى موسكو وبكين، مع غض طرف واشنطن ولندن.
لا نزال في حالة الصفر فعلا، بل وتراجعنا إلى السالب كيمنيين إجمالا، من حج للرياض، ومن تعلق بأستار طهران، رغم كل خصوصيات علاقاتنا مع المملكة، فإن الفجوة أوسع ما تكون بين حليفين، أو حتى بين راعٍ وتابع عمليا.
التفاؤل مهم، لكن الواقعية أسلم وأهم.
لو قدمت طهران لترامب (اليوم في مسقط) عرضا ببيع نفطها واستثمار عائداته في أمريكا لتغيرت كل المعادلات في المنطقة.

تعليقات