الساسة الجنوبيون المطالبون بالانفصال في دولة الوحدة اليمنية مليئة بالمفارقات العجيبة ونجد أن هؤلاء الساسة يتسابقون إلى تضخيم ادوارهم في المشهد الجنوبي وكأنهم صناع قرار مؤثرون في أبناء الجنوب ويساعدهم ذلك جهاز اعلامي متمركز في قناة فضائية (عدن المستقلة) ومواقع إلكترونية ومنصات تواصل اجتماعي يعملوا على تلميع صورهم واظهارهم في هيبة القادة العظماء والسؤال الذي يطرح نفسه هل هؤلاء الساسة الجنوبيون فعلا أصحاب قرار أم مجرد أدوات في لعبة أكبر منهم ؟
هناك تفكير عاطفي وتفكير عقلاني وما بينهما مسافة شاسعة ومايقوم به هؤلاء السياسيين الجنوبين المطالبين بالانفصال هو وليد التفكير العاطفي غير المستوعب لطبيعة الظروف السياسية وإذا كان لهم الحق في إقامة الدولة الجنوبية بعد أن تعرضوا لسلب حقوق مارسته دولة الوحدة اليمنية لكن إقامة الدولة الجنوبية ستكون هناك كارثة حقيقة عليهم وأعتقد أن منطق العقل والابتعاد والتفكير عن مطالبة الانفصال هو أمر لصالح أبناء الجنوب فالبقاء ضمن دولة فيدرالية موحدة مع الحصول على الحقوق الكاملة مستقرا لهم وهو أفضل من الانفصال التي ستقود إلى صراعات ومشاكل وحروب ومقابر جماعية .
لم ارى في حياتي مثل هؤلاء السياسيين الجنوبيين المطالبين بالانفصال فهم لايستحون من أنفسهم يريدون تدمير شعب لمصالحهم الخاصة وبعض وسائل الإعلام تروج لهم وتنشر مقالاتهم وحواراتهم التلفزيونية مقدمة هؤلاء الساسة أنهم قادة جنوبيون ويتحدثون عن بطولاتهم الوهمية التي لايشعر أحد سؤاهم والسؤال الأهم إلى متى سيظل بعض الإخوة من أبناء الجنوب تصدق مسرحية هؤلاء السياسيين وتؤمن بهم وهم لايملكون حتى السيادة على أنفسهم ؟