منبر حر لكل اليمنيين

ثلاث صفقات للمليشيا خلفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات آخرها النفط المغشوش

صنعاء/ القاهرة/ يمن المستقبل/ تقارير

0 Comments 48

محمد عبده الشجاع/ مصطفى المخلافي

تستمر مليشيا الحوثي الذراع الإيرانية منذ عشر سنوات في ممارستها الغير مسؤولة تجاه المواطنين اليمنيين من خلال فرض واقع مضطرب وفوضى عارمة غالباً ما تكون أشبه بخط السير الاجباري وهو نهج إمامي قديم.

لذا فإن خَلْقُ الصراعات واعطاء مبررًا للموت، وتكريس مفاهيم وظواهر مثل الجوع والخوف والفقر والثارات والمشاكل المجتمعية، تعد سياسات متوارثة منذ قدوم الحسين بن القاسم الرسي إلى اليمن سنة 280هـ ومن بعده ابنه يحيى الهادي.

كارثة اسطوانات الغاز التالفة

قبل سنوات وبعد الانقلاب على الدولة في 21 سبتمبر 2014م تفشت ظاهرة انفجار أسطوانات الغاز المنزلي، نتج عنها عشرات الضحايا، إصابات وتشوهات ووفيات وخسائر في الممتلكات.

كشف التقارير لاحقا أن مخازن إتلاف هذه الاسطوانات فتحت من جديد وقد تم إعادتها للخدمة وتسريبها في الأسواق دون عمل أي اعتبار للنتائج مستغلين حاجة الناس وأزمات الغاز المتلاحقة وانتشار السوق السوداء.

وكانت أمانة العاصمة وعدد من المحافظات قد أخذت نصيبها من تلك الحوادث، وانتهى الأمر بتقبل الناس لواحدة من أكثر الماسي وحشية دون أن يرف جفن أو تحرك السلطة ساكنا.

توالت الأحداث وعقدت الصفقات المشبوهة والسوق السوداء وعمليات التهريب التي كانت ولا تزال تقودها شبكة مرتبطة بالقيادات، كجزء من الإثراء بالإضافة لتمويل حروبها اليومية وشراء الأسلحة والمعدات.

جرعة دواء قاتلة

في بداية أكتوبر/ تشرين الأول 2022 استيقظ الناس في العاصمة (صنعاء) الواقعة تحت سيطرة المليشيا على وقع كارثة وفاة مجموعة من الاطفال المصابين ب سرطان الدم (لوكيميا) نتيجة تناولهم جرعات أدوية ملوثة.

وقعت الحادثة في وحدة علاج السرطان بمستشفى الكويت، أدت إلى إصابة ما يقارب 30 حالة توفي منهم بحسب مصادر حكومية حوثية 10 حالات من بين 19 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3-15 عاما، فيما أكدت تقارير مستقلة وناشطين بأن عدد الوفيات بلغ 20، بينما بقي نحو 40 طفلاً يعانون من مضاعفات ادخلوا على اثرها العناية المركزة وهم غيبوبة كاملة.

الحادثة تسببت بصدمة كبيرة أوساط الأسر مطالبين بكشف ما حدث ومحاسبة المتسببين بعد أن تبين حقن الاطفال بدواء مهرب وفاسد يسمى (الميثوتريكسات) تم تهريبه إلى إحدى الصيدليات دون خضوعه للرقابة وان مشرفين حوثيين يقفون وراء هذه الصفقة.

شحنة النفط المغشوشة

مؤخرا وخلال مارس الماضي 2025م صُدم الشارع اليمني بوجود صفقة نفط مغشوشة مصدرها جمهورية إيران الإسلامية وقد تم توزيعها على عشرات المحطات مستغلين حاجة الناس وغياب البديل لتتعرص عشرات المركبات إلى أعطال مفاجئة وخسائر فادحة.

الشحنة واحدة من عشرات الشحنات وصلت عبر (ميناء الحديدة) في البحر الاحمر لتمويل معارك المليشيا ضد القوات الحكومية المعترف بها دولياً.

وبحسب العديد من التقارير فإن الذي يقف خلف هذه الصفقة مجموعة من القيادات البارزة التي تملك حق التصرف بعد أن تم احتكار عملية الاستيراد لمعظم المواد بما فيها أطنان من المبيدات التي تخلف سنوياً آلاف المرضى المصابين بالسرطان.

وكان قرار الولايات المتحدة الأخير بمنع وصول ناقلات النفط إلى ميناء الحديدة التي تتخذ منه المليشيا مصدرا رئيسيا لتموين حروبها أحد الأسباب التي دفعت المليشيا إلى الدفع بهذه الصفقة المكلفة على المواطن إلى السوق بحسب المراقبين.

ابتزاز وتخبط وعدم مسؤولية

لقد سبق وأن ابتزت مليشيا الحوثي العالم عبر خزان (صافر) العائم، والذي كان يحوي ما يقارب 1.148 مليون برميل وتم عمل حملة تبرعات طالبت الأمم المتحدة بتوفير 144 مليون دولار لتفريغ الخزان وصيانته، وهو رقم مبالغ فيه جدا حسب الخبراء.

هذا الابتزاز والتخبط وتفشي ظاهرة الغش حتى على مستوى مادة (البنزين) خلق صورة سلبية حول مليشيا الحوثي وأكد بلا أدنى شك عدم رغبة الجماعة في منح المواطن عملية استقرار مستدامة والحفاظ على ممتلكاته كجانب أخلاقي ومسؤولية يجب أن تتحملها.

مراقبون أكدوا أن الأمر كان بمثابة إعلان حرب طويلة الأمد وقاسية على الشعب من قبل الممثلين لحكومة صنعاء التي لم تصدر أي بيان واضح حتى الساعة أو تقدم المتسببين للمحاكمة.

معلومات متضاربة

تضاربت المعلومات حول الكارثة ومصدر الشحنة وقد حاول موقع “يمن المستقبل” البحث عن الحقيقة كاملة إلا أنه لم يصل لأي معلومات دقيقة باستثناء أنها شحنة وصلت إلى ميناء رأس عيسى أواخر في 26 ديسمبر 2024 ورست في الغاطس وعلى متنها 60,639 طنا من البترول على متن الناقلة (LOVE) وقد بدأت عملية التفريغ بعد شهرين وتحديدا في 20 فبراير 2025 وتم ضخ الكمية كلها إلى القاطرات بسبب عدم توفر خزانات.

غير أن الثابت في هذه المأساة أن عشرات البلاغات تم تقديمها من قبل المتضررين عقب تعبئتهم للوقود من محطات تابعة لقيادات حوثية أو على علاقة، وان هناك لوبي داخل شركة النفط استطاع تمرير الصفقة بعيدا عن أي رقابة أو فحص.

وكشفت صفقة ما بات يعرف بـ”أزمة الوقود المغشوش” مدى فساد ميليشيا الحوثي وتجارتها بوقود غير مطابق للمواصفات العالمية، ويعد الأمر بمثابة حلقة من حلقات المعاناة التي يتكبدها المواطن نتيجة الممارسات التي تقوم بها سلطة المليشيا.

تعليقات