منبر حر لكل اليمنيين

في وطني…حيث تحطمت مقولة “لا أحد يموت جوعًا”

أسامه فؤاد محمد

0 Comments 18

في وطني، اليمن السعيد الذي غنى له التاريخ، تبعثرت الأحلام وتلاشت الابتسامات. هنا، حيث كانت القهوة تفوح بعطر الأصالة، والقصائد تُروى بحب، حلّ الخوف والجوع واليأس.

“لا أحد يموت جوعًا”…كم كانت هذه العبارة تتردد على ألسنة الأجداد كعهد مقدس، كضمانة إنسانية لكنها اليوم، في زمن الحوثي، تحطمت على صخرة الواقع المرير، لتُضاف إلى قائمة طويلة من الأكاذيب والوعود الزائفة.

في اليمن، يموت الأطفال جوعًا…تذوي أجسادهم الصغيرة، وتتلاشى أحلامهم قبل أن تولد. عيونهم تحدق في الفراغ، تسأل عن لقمة خبز، عن قطرة ماء، عن حضن دافئ ينسيهم قسوة الحياة.

في اليمن، يموت الآباء جوعًا…يقفون عاجزين أمام بكاء أطفالهم، وقلوبهم تتمزق ألمًا. كانوا بالأمس رجالًا يعيلون أسرهم، واليوم تحولوا إلى أشباح، تطاردهم نظرات العجز والندم.

في اليمن، تموت الأمهات جوعًا…يُضحّين بآخر رمق من حياتهن لإطعام صغارهن، ويرحلن بصمت، تاركات خلفهن قلوبًا دامية وأرواحًا حائرة.

الحوثي…هو الاسم الذي ارتبط بالجوع والخوف والدمار. هو الوجه القبيح للطغيان، الذي اغتصب أحلامنا، وسرق فرحتنا، وحوّل حياتنا إلى جحيم لا يطاق.

الحوثي…لا يكترث بدموع الأمهات، ولا بصرخات الأطفال، ولا بآهات المرضى. كل ما يهمه هو السلطة، والمال، والنفوذ هو مستعد للتضحية بالشعب بأكمله، من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة.

لكن…رغم كل هذا الظلام، هناك بصيص من الأمل. هناك أبطال يرفضون الاستسلام، ويقاومون الظلم، ويسعون جاهدين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. هناك قلوب تنبض بالإنسانية، وأيدٍ تمتد بالعون، وأصوات ترتفع بالحق.

اليمن لن يموت…سينهض من جديد، أقوى وأكثر عزيمة. سيطرد الظلام، ويستعيد حريته، ويبني مستقبله المشرق. سيقتص من الظالمين، ويعيد الحق إلى أصحابه، ويجعل اليمن، كما كان دائمًا، سعيدًا.

إلى متى يا يمن ستظل تنزف؟
إلى متى سيظل الحوثي يعبث بأرضنا؟
إلى متى ستظل مقولة “لا أحد يموت جوعًا” مجرد ذكرى مؤلمة على حائط مسيرة اللصوص الأوغاد.

تعليقات