منبر حر لكل اليمنيين

الطلقة الأخيرة في رأس من ستكون؟

مصطفى المخلافي

0 Comments 139

في ظل تزايد الضربات الأمريكية على مواقع ميليشيا الحوثي الإرهابية، تناول اليمنيون هذا التحرك العسكري بطرق متباينة من حيث الموقف إزاءه وأهدافه ومساراته المتوقعة، لكن الموقف السائد في الشارع اليمني هو التأييد والحماس والتفاؤل، إن كان الهدف من هذه الضربات هو اجتثاث وإضعاف وكسر قادة الميليشيا الحوثية، ولعل القضاء على ميليشيا إيران في المنطقة لاقى ارتياح كبير على مستوى الساحة اليمنية، لكن تراخي الشرعية اليمنية كان وسيبقى مصدر تذمر وإحباط لدى كافة الشعب اليمني، يقابله قلق ومخاوف عديدة تجاه المستقبل، هذه المشاعر المختلطة والمتناقضة طبيعية إزاء أحداث معقدة ومتداخلة ومتحركة بأيدي العديد من أطراف الصراع المحلي والإقليمي والدولي.

وهنا تظهر جملة من الأسئلة المشروعة حالياً، الطلقة الأخيرة التي بحوزة الولايات المتحدة وكذا اللاعبين الإقليميين، في رأس من ستكون؟ هل ستكون برأس الشرعية التي يبدو أنها باتت أقرب للموت من تحقيق النصر؟ أم ستكون بجمجمة ميليشيا الحوثي الإرهابية؟ التي أوغلت في تكبرها وتمادت في شرها، وأمنت العقاب؟

هل تدرك الشرعية خطورة الطلقة الأخيرة التي ينوي الحلفاء الإقليميين والدوليين إطلاقها؟ لإنهاء الحرب في اليمن وفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة والعالم؟ هل لدى الشرعية أوراق يمكن الاستفادة منها وتفادي الوقوع في فخ سيناريو أفغانستان؟

باعتقادي بأن الشرعية بحاجة إلى مراجعة كل سياستها وهيكلة منظومتها السياسية والاقتصادية والعسكرية لتفادي كافة السيناريوهات المحتملة، علماً أن السبب الرئيسي لفشلها ليس خلافاتها الداخلية وصراعاتها فيما بينها البين فحسب، بل أيضاً استبعاد أهم الأطراف السياسية اليمنية التي تحظى بتأييد الشارع اليمني، ولو نظرت الشرعية لمصلحة الوطن بعين المواطن اليمني المغلوب لانتصرت على جحافل عبدالملك الحوثي منذُ الوهلة الأولى، لكن اللافت في الأمر هو أن الشرعية تفتقر للكاريزما القيادية التي من المفترض أن تؤهلها لقيادة المرحلة وتجعل الشارع اليمني يلتف حولها.

لكن في العموم، لا مصلحة لليمنيين في جميع المكونات والأحزاب والجماعات، بما فيها أتباع ميليشيا الحوثي الإرهابية، لا مصلحة لهم في سلطة الشرعية وميليشيا الحوثي، هذه الميليشيا التي أصبحت معزولة تماماً عن واقعها، ومتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة، وجرائم ضد الإنسانية، بل وأصبحت مرفوضة من جميع الشعب اليمني، وكذا الشرعية بتركيبتها السابقة والحالية فهي كانت ولا زالت العقبة الكبرى أمام انتصار اليمنيين والحسم العسكري، بل العقبة التي حرمت اليمنيين من التقدم خطوة إلى الأمام، ليلتمسوا طريقهم إلى الحرية والكرامة، وهي من أوجدت عقبات عديدة داخلياً وخارجياً.

وبين هذا وذاك يجب على اليمنيين أن يعدوا العدة لمعارضة ومقاومة كل من ساهم في قتلهم وتدمير وطنهم، فكرياً وسياسياً وإعلامياً، إن أرادوا لآمالهم ومصالحهم أن تتحقق، ولتضحياتهم ألا تضيع، لذلك كان رأيي ولا يزال، تأكيد أهمية ذهاب اليمنيين نحو تنظيم أنفسهم ثقافياً وسياسياً، لينسجموا مرة أخرى مع قيم الثورة، والجمهورية والوحدة، والحرية، والكرامة، التي تشبعنا بها في عهد دولة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، وهذا لا بُد أن يمر عبر إدارة الظهر لكل الأدوات التي أفرزتها هذه الحرب، خاصة الجماعات الوظيفية، والعصبوية، والطائفية، والقوى والأحزاب الأيديولوجية، الإسلامية وغيرها من الأيديولوجيات التي أثخنت كاهل الوطن، وحينذاك، يمكن أن نتفاءل ونتوقع ولادة تدريجية ليمن متعافي آمن ومستقر،

ولا يعني هذا التماسك الوطني اليمني إحلال نظام جديد، بل يعني تثبيت هذا النظام الجمهوري أقوى من ذي قبل، وبناء دولة وطنية مستقلة وقوية، تختفي فيها ظواهر الاستبداد من كل نوع، وإذا ما أخفق اليمنيون في تحقيق هذا الهدف السياسي، وتُركت الشرعية بهذا الإخفاق والاستخفاف بالقضايا الوطنية المصيرية، ستكون المعارك العسكرية بحلتها الجديدة هزيمة لليمن واليمنيين.

أخيراً:
يمكننا فهم رغبة اليمنيين في تحقيق النصر اليوم قبل الغد، وكسر شوكة ميليشيا الحوثي بل والدوس عليهم، لكن لا يمكننا أن نفهم رغبة الإقليم ودعمهم لجماعات وأحزاب وشخصيات جربها اليمنيون لعشر سنوات خبروا فيها فشلهم وضعفهم وهشاشة فهمهم، ولذا من المفترض أن كل تأييد ينبغي له أن يكون مشروطاً بالأداء الفعلي على الأرض وهذا ما لم نلمسه البته.

تعليقات