في بلد منهك يتجرع شعبه الويلات، بطون جائعة، جيوب خاوية، أجساد بدون روح، رجال في السجون، نساء يتسولن نتيجة الوضع المعيشي المتردي، أطفال مشردون، شيوخ متعبون، في بلد موظفيه بدون راتب، معلميه نائمون في البيت منسيون، تجاره يشكون، يعانون ضرائب إتاواث تتراكم عليهم وبالتالي يقسم ظهر المواطن أسعار جنونية.
انتهاكات للمساجد فلا الخطيب هو الخطيب ولا المؤذن هو المؤذن حتى الخطبة تغيرت من تهذيبية إلى تعبوية تملأوها الشحناء والبغضاء.
مراكز صيفية إجبارية لتعبئة عقول الأجيال القادمة وتفخيخها بالمغلوطات، سجون يقبع خلفها الشرفاء وكل من ناهض الوضع وكل من قال لا، مدارس بلا معلمين ورسوم باهظة وآلاف الطلاب خارج الفصول الدراسية.
بلد جامعاته لا تقبل شهاداتها، درجاتها تعطى لكل ذا كنية، مستشفياتها كأنها الموت بحد ذاتة فلا علاج ولا طبيب، منشأتها يملأوها الجشع والطمع، معسكراتها الأصلية فارغة كالصحراء، شبابها تائه حائر مستقبله ضائع يفكر بالهجرة.
في بلد مثل هذا زاد فيه الظلم والمآسي والجراح، شعبه يذوق الأمرين في ظل وجود ميليشيا إيرانية الصنع أمريكية المذهب عميلة العقيدة، وهنا يأتي دور ابنها البار الذي يحاول بكل جهده أن يكون قريبا من شعبه الذي يؤمن حق الإيمان بمظلوميته ويحس بمعاناته ويحزن لحزنه ويفرح لفرحه، يحاول بكل ما يستطيع أن يقدم لهم الدعم على نهج أبيه الذي كان أبا لهذا الشعب من قبل أن تأتي على شعبنا الويلات وقبل أن تمر غمامة الشؤم للربيع العبري.
فقد استمر بدعم مؤسسة الصالح لتقديم المساعدات للشعب مساعدات ليس فيها أي بغضاء أو تمييز فهي للجميع دون استثناء، هذا الدعم العظيم لا يقتصر على المساعدات الرمضانية فقط بل يتجاوز إلى دعم المنكوبين من الفيضانات والمرضى دون توقف، وهي جهود كبيرة تحسب لسعادة السفير أحمد علي عبدالله صالح الذي يحرص على سلامة أبناء شعبه وحتى لو لم يكن بيده السلطة ولكن يأبى إلا أن يكون اليد الخفية التي تدعم الجميع سواء كان مريض أو جريح متضرر أو معسر.
اتذكر حين التقيته لأول مرة رأيته فيه التواضع الحكمة الصلابة الكرم رجاحة العقل حبه للناس وحبه لوطنه وجوده اللا محدود وحبه للناس في زمن تاهت فيه الخطى.
شكرا لأنك لم تتخلى عن أبناء الشعب ولا تزال قريب منهم تتفقد أحوالهم وتراعي مصالحهم وتحاول جاهدا من أجل السلام.