منبر حر لكل اليمنيين

الاحتلال الصهيوني والكهنوت الحوثي.. وجهان لعملة القهر والدمار

عدي الحميري

0 Comments 163

ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه ظلم الاحتلال الصهيوني في فلسطين بظلم الكهنوت الحوثي في اليمن! كلاهما يقتاتان على آلام الشعوب، ويتلذذان بقتل الأبرياء، وكلاهما يحترف الجريمة تحت شعارات زائفة، ويجعلان من القهر وسيلة للبقاء. غزة واليمن ليسا سوى صورتين لجرح واحد، يئن تحت وطأة الطغيان، فيما العالم يتفرج، صامتًا، كأنه فقد لسانه وضميره.

الحصار.. تجويع ممنهج وقتل بطيء

في فلسطين، يُحكم الاحتلال قبضته على غزة، يمنع عنها الغذاء والدواء، حتى صار الحصول على أبسط مقومات الحياة أشبه بمعجزة. لكن، هل يختلف المشهد كثيرًا في اليمن؟ الحوثيون، كأنهم تلاميذ نجباء للظلم، يحاصرون تعز منذ سنوات، يمنعون عنها الغذاء والماء، ويقطعون الطرقات كأنهم يخشون أن يتنفس الناس حريةً أو يعيشوا بكرامة.

القصف والدمار.. الموت يسقط من السماء

في غزة، تنهمر الصواريخ كالمطر، تهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، تمحو عائلات بأكملها، بلا رحمة ولا إنسانية. وفي اليمن، تعز شاهدٌ على ذات الجريمة، حيث لم تسلم البيوت، ولا المساجد، ولا المدارس، من قذائف الموت الحوثية. لا تزال ذاكرة اليمنيين تختزن مشاهد الطفلة “ليان طاهر” التي احترقت مع والدها في مأرب بصاروخ حوثي غادر، ولا تزال المجازر في الحديدة والضالع وصعدة تروي قصة إجرام بلا حدود.

الاختطاف والتعذيب.. سجون الموت والتغييب القسري

الاحتلال الصهيوني يزج بالأبرياء في سجونه، يقيد حرية الفلسطينيين، ويعذبهم خلف القضبان، تمامًا كما يفعل الحوثيون في اليمن. كم صحفيًا اختطفوه؟ كم ناشطًا سيق إلى غياهب المعتقلات لمجرد أنه رفض الظلم؟ وكم مختطفًا خرج من سجونهم جسدًا بلا روح، بعد أن نال نصيبه من التعذيب الوحشي؟ ما أشبه صرخات الأسرى الفلسطينيين بنداءات المختطفين في زنازين الحوثي! كأن الجلاد واحد، واليد التي تبطش لا تفرق بين صنعاء وغزة.

نهب الثروات.. تجويع الشعب لصناعة الطغاة

كما يسرق الاحتلال خيرات فلسطين، ينهب الحوثيون ثروات اليمن، يستولون على الموانئ والمطارات، ينهبون النفط والغاز، ويمتصون دماء الشعب باسم “المجهود الحربي”. فيما يعيش قادتهم في قصور مترفة، يئن المواطن تحت وطأة الفقر والجوع، كأنهم لا يريدون لليمني أن يحلم إلا بلقمة يسد بها رمقه.

لكن الشعوب لا تموت.. والمقاومة قدر الأحرار

رغم القهر، ورغم الحصار، ورغم المجازر، لا غزة رفعت الراية البيضاء، ولا اليمن انحنى للكهنوت. فالتاريخ علّمنا أن الاحتلال لا يدوم، وأن الطغاة إلى زوال، وأن الشعوب حين تثور، لا أحد يستطيع أن يوقف زحفها نحو الحرية.

كما اندحر الاحتلال الفرنسي عن الجزائر، وكما سقطت الإمبراطوريات العظمى، سيسقط الاحتلال الصهيوني، وسيسقط حكم الحوثي، وستشرق شمس الحرية على فلسطين واليمن، ولو بعد حين.

تعليقات