في زمنٍ تشتدُّ فيه الأزماتُ وتثقلُ المعاناةُ كاهلَ أبناء اليمن، تبقى الأيادي البيضاء هي النور الذي يُبدِّد ظلام الحاجة، وتبقى الأفعال الصادقة هي المقياس الحقيقي للعطاء. وفي هذا المشهد المليء بالتحديات، يبرز اسم السفير أحمد علي عبد الله صالح، كرمزٍ للعطاء المتجدد، ويدٍ سخيةٍ تمتدُّ لتلامس قلوب أبناء اليمن، سواء داخل الوطن الجريح أو في المهجر.
ليس غريبًا على رجلٍ حمل في قلبه مسؤولية اليمن وأبنائه أن يكون في مقدمة من يُبادرون إلى الخير، مؤمنًا بأن العطاء ليس مجرَّد فعلٍ مؤقت، بل هو نهجٌ ثابتٌ يتجذَّر في من نشأوا على حبِّ وطنهم والوفاء لأبنائه. فمنذ سنوات، والمساعدات الإنسانية التي ترعاها مؤسسة الصالح بقيادته تصل إلى المستحقين بصمتٍ، دون رياءٍ أو استعراض، لكنها تتحدث عن نفسها في وجوه الفقراء والمحتاجين الذين وجدوا فيها طوق نجاة وسط دوامات العوز والحرمان.
شهر رمضان المبارك، الذي تتجلى فيه معاني التكافل والتراحم، كان شاهدًا جديدًا على لفتته الإنسانية العظيمة، حيث حرص، كما كل عام، على أن تصل المساعدات الغذائية والنقدية إلى الأسر اليمنية في الداخل والخارج. فقد أطلقت مؤسسة الصالح مبادراتها الرمضانية، مستهدفة آلاف الأسر المحتاجة في مختلف المحافظات اليمنية، وكذلك أبناء اليمن في مصر، ممن قست عليهم الظروف وأبعدتهم عن وطنهم.
أن تمتد يدُ العطاء إلى مرضى السرطان، والأيتام، والأسر المعسورة، والطلاب المغتربين، والنازحين في المناطق المنكوبة، فهذا ليس مجرد دعمٍ مالي، بل هو رسالةُ أملٍ بأن هناك من يشعر بهم، ويهتم لأمرهم، ويضع في أولوياته رفع معاناتهم. وهي لفتةٌ ليست بالغريبة على رجلٍ نشأ في مدرسة العطاء الوطني، وتشرَّب من والده، الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، قيم المسؤولية تجاه أبناء اليمن، فظل وفياً لهذا النهج، حتى في أحلك الظروف.
إننا، ونحن نشهد هذا العطاء المتواصل، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لسعادة السفير أحمد علي عبد الله صالح، على جهوده الإنسانية النبيلة، وعلى إحساسه العميق بمسؤولية التكافل تجاه أبناء وطنه. كما نثمِّن الدور الذي تقوم به مؤسسة الصالح، هذه المؤسسة التي أثبتت أنها ليست مجرد كيانٍ خيري، بل نموذجٌ لعملٍ وطنيٍّ خالص، يسهم في بناء جسور الرحمة بين أبناء اليمن، ويذكّرنا جميعًا بأن الخير هو ما يبقى، وأن العطاء هو أعظم ما يتركه الإنسان في ميزان حياته.
فشكرًا لكلِّ يدٍ تمتدُّ لمواساة المحتاج، وشكرًا لكلِّ قلبٍ يحملُ همَّ اليمن وأهله، وشكرًا للسفير أحمد علي عبد الله صالح، الذي يثبت يومًا بعد يوم أن الوفاء للأرض لا يكون بالكلام، بل بالأفعال التي تبني، وتعين، وتُبقي الأمل حيًا في القلوب