منبر حر لكل اليمنيين

علي عبدالله صالح: في ذكرى الميلاد استحضار لمسيرة وطن

أسامه فؤاد محمد

0 Comments 24

في الحادي والعشرين من مارس، تحل ذكرى ميلاد الرئيس اليمني الراحل الشهيد علي عبدالله صالح، القائد الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، وشهدت فترته تحولات مفصلية في تاريخ البلاد. إنها مناسبة لاستحضار مسيرته، وتقييم إرثه، واستخلاص الدروس من تجربته الوطنيه.

ولد الزعيم علي عبدالله صالح في عام 1942 في قرية بيت الأحمر بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء. نشأ في كنف أسرة بسيطة، والتحق بالجيش في سن مبكرة، وترقى في الرتب العسكرية حتى وصل إلى سدة الحكم في عام 1978، ليصبح أصغر رئيس دولة في العالم آنذاك.

*محطات مفصلية في مسيرته:*

*الوحدة اليمنية:* يعتبر تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، أبرز إنجازات الرئيس صالح، حيث تمكن بحنكته السياسية من توحيد شطري اليمن (الشمال والجنوب) في دولة واحدة، منهيًا بذلك عقودًا من الانقسام والتشتت.

شهدت فترة حكمه تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في مختلف المجالات، كالتعليم والصحة والبنية التحتية، بهدف تحسين مستوى معيشة المواطنين وتطوير البلاد.

واجه الرئيس صالح خلال فترة حكمه العديد من التحديات، كالحروب الأهلية، والاضطرابات الأمنية، والتدخلات الخارجية، إلا أنه استطاع بحنكته السياسية وقدرته على المناورة تجاوز هذه التحديات والحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها لفترة طويلة.

في عام 2011، وفي ظل ثورات الربيع العربي المزعومه، وافق الرئيس صالح على المبادرة الخليجية للتنحي عن السلطة، حقنًا للدماء وتجنيبًا لليمن المزيد من الفوضى والاضطراب.

لا يمكن إنكار أن الرئيس صالح ترك بصمة واضحة في تاريخ اليمن الحديث، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. فبالإضافة إلى تحقيق الوحدة اليمنية، قام بتحديث الجيش والأجهزة الأمنية، وأطلق العديد من المبادرات التنموية، وعمل على تعزيز دور اليمن في المحافل الإقليمية والدولية.

رحل الرئيس علي عبدالله صالح في الرابع من ديسمبر 2017، في إنتفاضة ديسمبر المجيدة إثر اندلاع مواجهات عنيفة في صنعاء بين قواته والحوثيين واثبت خلالها وطنيه وشجاعه منقطعة النظير عندما رفض العبث وتحويل اليمن لدولة عصابات بعد ان كانت دولة مدنية حديثة واستشهد خلال المواجهات مقبلآ غير مدبرآ بشجاعة ارعبت اعدائه حتى بعد استشهاده مازال اسمه يثير الرعب بنفوسهم.

في ذكرى ميلاده، نستذكر الرئيس علي عبدالله صالح كشخصية محورية في تاريخ اليمن الحديث، قاد البلاد في فترة عصيبة، وحقق إنجازات كبيرة، وواجه تحديات جسيمة. يبقى تقييم إرثه ومسيرته أمرًا معقدًا وشائكًا،، إلا أن المؤكد هو أنه سيظل حاضرًا في الذاكرة اليمنية كرمزآ شامخآ للنضال والوطنية وسيستمر دوره ومكانته في تاريخ البلاد وسيسجل بأنصع صفحات التاريخ.

رحم الله الرئيس علي عبدالله صالح، وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يلهم اليمنيين الصبر والحكمة، وأن يوحدنا على كلمة الحق، وأن يعيد إلى بلادنا الأمن والاستقرار والازدهار.

تعليقات