نستذكر مسيرة قائدٍ ترك بصماتٍ عميقة في تاريخ اليمن الحديث. لقد كان الرئيس صالح رمزاً للقيادة والسياسة في فترةٍ شهدت تحولاتٍ كبيرة على المستويين المحلي والدولي.
ولد علي عبدالله صالح في هذا اليوم 21 مارس 1942 في قرية بيت الأحمر بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء، وبدأ مسيرته العسكرية في سن مبكرة، حيث انضم إلى القوات المسلحة اليمنية وتدرج في الرتب حتى وصل إلى قيادة البلاد. تولى رئاسة الجمهورية العربية اليمنية (شمال اليمن) في عام 1978، وبعد تحقيق الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب في عام 1990، أصبح أول رئيس لليمن الموحد.
خلال فترة حكمه التي امتدت لثلاثة عقود، واجه الرئيس صالح العديد من التحديات الداخلية والخارجية، بما في ذلك الحروب الأهلية والصراعات السياسية والاقتصادية. ومع ذلك، استطاع أن يحافظ على وحدة البلاد في فتراتٍ عصيبة، وعمل على تعزيز مؤسسات الدولة اليمنية.
على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه في مراحل مختلفة من حكمه، إلا أن إرثه السياسي والعسكري يبقى جزءاً لا يتجزأ من تاريخ اليمن. لقد كان الرئيس صالح شخصيةً كاريزميةً استطاعت أن تجمع حولها العديد من القوى السياسية والاجتماعية في البلاد.
في ذكرى ميلاده، نستذكر أيضاً الدور الذي لعبه في تعزيز العلاقات اليمنية مع الدول العربية والعالمية، ودعمه للقضايا العربية، لا سيما القضية الفلسطينية. كما نستذكر جهوده في تعزيز الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية في اليمن.
رحم الله الرئيس علي عبدالله صالح، الذي وافته المنية في 4 ديسمبر 2017، وأسكنه فسيح جناته. إن ذكرى ميلاده تظل فرصةً للتأمل في مسيرة قائدٍ ساهم في تشكيل ملامح اليمن الحديث، وترك إرثاً سياسياً واجتماعياً يستحق الدراسة والتحليل.