بلا شك أن أهمية مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية تكمن في قدرتها على تجسيد روح العطاء وترجمتها إلى أفعال ملموسة تمس حياة الأفراد والمجتمعات من خلال مشاريعها وبرامجها الخيرية التي تستهدف طوال العام جميع فئات المجتمع من المحتاجين، حيث تسعى مؤسسة الصالح دائماً إلى سد الفجوات في المجتمع اليمني، ومد يد العون للفئات الأكثر احتياجاً، وتعزيز قيم التضامن والمسؤولية الاجتماعية.
إن المساهمات الخيرية التي تقدمها مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية تُمثل تعبيراً حقيقياً عن العطاء بدون مقابل، وهو مفهوم أصيل في الثقافة الإسلامية والإنسانية وأيضاً في أدبيات واخلاقيات سياسة المؤسسة بقيادة رئيس مجلس الإدارة الأخ/ أحمد علي عبدالله صالح، وهذا العطاء لا يقتصر على الدعم المادي فحسب، يل يمتد ليشمل الوقت والجهد والمهارات، مما يخلق أثراً مضاعفاً يعود بالنفع على المجتمع بأكمله.
إن مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية في جوهرها الإنساني تُمثل أسمى معاني الإنسانية في العمل الخيري، وتجسيد حي للإيمان، والإحسان، والتكافل، والتعاون، الذي حثنا عليه ديننا الحنيف، بل وتؤكد بأن الزكاة والعمل الخيري ليس فقط وسيلة لتطهير النفوس، بل أيضاً آلية فعالة لتعزيز روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، وبذلك فإنها توفر فرصة للآخرين لتحويل هذه القيم الإنسانية النبيلة إلى واقع ملموس من خلال مشاريعها المتنوعة، التي تستهدف جميع الأسر اليمنية المحتاجة في داخل الوطن وخارجه.
ولو نظرنا للأثر الخيري الإيجابي الذي تركته المؤسسة في نفوس ملايين اليمنيين، لوجدنا بأنه تجاوز العمل الخيري من مجرد مساهمة مالية وغذائية إلى مساهمة أخلاقية قيمه، فكل مساعدة يتم التبرع بها من قبل مؤسسة الصالح تُساهم في نسج خيوط الأمل في نسيج المجتمع اليمني، وهذا ما لمسناه من خلال متابعتنا لعمل المؤسسة في الداخل والخارج وخاصة في المحافظات اليمنية التي تشهد نزوح جماعي وتشهد فقرأ مدقعاً نتيجة انعدام العيش وتفاقم الأوضاع في ظل آلة الحرب التي أضرت بملايين اليمنيين، مما حث المؤسسة على فتح آفاق أمل أمام الفقراء والمحتاجين، وكسر حلقة انعدام الفرص لديهم في العيش الكريم، ودعم الأرامل والمعوزين، ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة، وإغاثة المنكوبين في حالات الكوارث والأزمات، وتخفيف معاناتهم ومساعدتهم على إعادة بناء حياتهم من جديد.
وهذه الآثار المتعددة تؤكد أن كل مساهمة تقوم بها مؤسسة الصالح الخيرية مهما كان حجم هذه المساهمة إلا أنها يكون لها دور في رسم ملامح حياة أفضل للأفراد والمجتمعات.
إن تعزيز الوعي والتثقيف حول أهمية عطاء مؤسسة الصالح الخيرية يلعب دوراً محورياً في نشر الوعي وتثقيف المجتمع حول أهمية العطاء والتبرع، ومساعدة المحتاجين وتشجيعهم على أن يحذو حذو مؤسسة الصالح والوقوف إلى لجانب الأسر اليمنية التي تجد صعوبة بالغة في توفير لقمة عيشها، خاصة في أيام الشهر الفضيل، ولعل المؤسسة كانت خير مثال لتفعيل العمل الخيري والإنساني منذُ أكثر من عقدين.
إن مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية توفر إطاراً منظماً للعمل الخيري، مما يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بكفاءة وفعالية عالية، وقد ترجمت ذلك على أرض الواقع رغم ما تواجهه من صعوبات معقدة.
وبرغم ما تعرضت له مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية من نهب لمقراتها وممتلكاتها في الداخل إلا أنها مازالت تمتلك القدرة على حشد الموارد البشرية والمالية لتنفيذ مشاريعها الخيرية والتي قد تصعب على الأفراد والكيانات تنفيذها بشكل منفرد، حيث تضمن مؤسسة الصالح استمرارية الدعم للفئات المحتاجة متجاوزة فكرة المساعدات الموسمية أو المؤقتة، كما تخضع لرقابة وتنظيم مما يضمن الشفافية في إيصال وصرف المساعدات الإنسانية وتعزيز ثقة المستفيدين منها.
بالاضافة إلى ابتكار طرق جديدة للوصول إلى المحتاجين وتلبية احتياجاتهم بشكل أكثر فعالية، وتساهم أيضاً في تعزيز الروابط بين مختلف شرائح المجتمع، مما يخلق نسيجاً اجتماعياً أكثر قوة وتماسكاً، كما يمتد أهمية العمل الخيري للمؤسسة ليشمل نطاقاً واسعاً يتجاوز الحدود المحلية للمحافظات اليمنية إلى خارج حدود الوطن.
إن هذا الدور المزدوج لمؤسسة الصالح الخيرية يجعل منها لاعباً أساسياً في تشكيل مجتمع يمني أكثر عدالة وإنسانية، من خلال معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، سواء كان ذلك من خلال برامج مكافحة الفقر وظاهرة التسول، أو من خلال معالجة المرضى، كمرضى السرطان، والكبد، والقلب، وغيرها من الأمراض الخطيرة التي يصعب تحمل تكاليفها.
إن القيم والمبادئ التي تعتمد عليها مؤسسة الصالح تستند إلى مجموعة من القيم الإنسانية الراسخة، التي تشكل أساس نجاحها واستمراريتها، كا الشفافية، والكفاءة، والابتكار، والخدمات، والتعاون، والتواصل مع الجهات ذات الصلة والاختصاص لتسهيل عملها والوصول إلى الحالات المستهدفة، كما تلتزم مؤسسة الصالح الخيرية بمسؤوليتها تجاه الأسر المحتاجة، وتسعى دائماً لتحقيق أعلى معايير الأداء في عملها الخيري.
كما تضع مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية في صميم عملها مراعية الكرامة الإنسانية في جميع تعاملاتها وخدماتها وتواصلها مع المحتاجين، وتحرص على التطوير المستمر لقدراتها وكوادرها، لمواكبة التحديات المتغيرة في مجال العمل الخيري، وهذه القيم والمبادئ تشكل البوصلة التي توجه عمل مؤسسة الصالح وتضمن تقديم خدماتها ذات جودة عالية للمحتاجين والمرضى.
أخيراً:
إن أهمية مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية تتجلى بوضوح في قدرتها على إحداث تغيير إيجابي ملموس في حياة الأفراد والمجتمع اليمني ككل، من خلال استعراضنا لدور مؤسسة الصالح الخيرية، حيث يتضح لنا أن التبرع ليس مجرد عملية نقل للمساعدات من طرف إلى آخر، بل هو في حقيقته إيقاد لشعلة الأمل وتعزيز للإنسانية في نفوس ملايين اليمنيين في داخل الوطن وخارجه، ويساهم في بناء مجتمع يقف فيه القوي إلى جانب الضعيف والغني إلى جانب الفقير.