منبر حر لكل اليمنيين

الطيران الأمريكي يشن ضربات عنيفة على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية

يمن المستقبل/ خاص/ تقارير

21

صنعاء/ القاهرة/ محمد عبده الشجاع

وجه الطيران الأمريكي عشرات الضربات مساء السبت الموافق 15 مارس وصباح اليوم الأحد 16 مارس وصفت بالعنيفة وشديدة الانفجار والاهتزاز على العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي وعدد من المحافظات الأخرى ما أوقع عدد من الضحايا والأضرار والخسائر المادية الكبيرة في المحلات التجارية والمنازل كما أحدث ذعرًا كبيرًا أوساط المواطنين خاصة في العاصمة صنعاء.

شهود عيان كانوا قد أكدوا لـ “يمن المستقبل” وقوع ضربات عنيفة أدت إلى اهتزازات شديدة وتصاعد النيران بشكل كبير واعمدة الدخان، يعتقد أن بعض الهجمات نفذت بقنابل فراغية، في مناطق الجراف أحد معاقل الجماعة الحوثية منذ ما قبل الانقلاب والفرقة الأولى مدرع وشركة النفط في الستين والأمن السياسي ومجمع الثورة الصناعي شمال العاصمة ومبنى الصيانة وفج عطان ومنطقة سنحان مسقط رأس الرئيس الراحل الشهيد علي عبد الله صالح حيث تم استهداف منطقة جربان القريبة من معسكر ريمة حميد.

وكانت وسائل اعلام مختلفة تداولت وقوع ضربات عنيف في كل من محافظة صعدة معقل زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي والتي اسفرت عن ضحايا من القيادات الحوثية بحسب الأنباء الأولية ومدنيين، بالإضافة إلى محافظة حجة ومحافظة البيضاء معسكر القصير وجبل أحرم الاستراتيجي والمعهد التقني في مديريات مكيراس/ القريشية/ رداع.

كما أوضحت الوسائل نفسها أن القصف طال العديد من الأماكن العسكرية والأمنية في محافظة ذمار 100 كيلو جنوب العاصمة صنعاء و3 غارات على الأقل على معسكرا للتدريب بمديرية مجزر بمحافظة مأرب 170 كيلو شمال شرق العاصمة صنعاء.

وتعد هذه الغارات التي نفذتها طائرات حربية وبمشاركة من بارجات بحرية، هي الأعنف منذ الهجمات الإسرائيلية الأمريكية التي نفذت على مدينة الحديدة في البحر الأحمر قبل أربعة أشهر والتي استهدفت ميناء الحديدة وخزانات وقود ضخمة وكذلك محطة كهرباء حزيز في أمانة العاصمة ومحطة ذهبان شمال غرب العاصمة، حيث تشير الأوليات إلى سقوط عدد من القيادات البارزة لدى مليشيا الحوثي.

وفي سؤال لأحد شهود العيان من العاصمة صنعاء والذي رفض ذكر اسمه حول ما إذا كانت هناك قيادات كبيرة قد سقطت جراء هذا القصف في مبنى الأمن السياسي وباقي الأماكن التي تم استهدافها أكد عدم قدرته على التأكيد غير أنه أوضح بأن علينا أن ننتظر مواكب التشييع التي ستقوم بها المليشيا من وقت لآخر كعادتها دون الافصاح عن مكان القتل وفي أي جبهة.

وحمل عدد من السياسيين والمراقبين والناشطين مليشيا الحوثي نتائج هذا القصف والخوف والخسائر التي طالت المدن والأحياء نتيجة تصلبها وعرقلتها لمساعي السلام والتهدئة في الجبهات ومحاولة مهاجمة الأعيان والمدن وحصارها والتهديد باجتياح مدينة مأرب وتعطيل مصادر النفط منذ أكثر من عامين.

بالمقابل أكد سياسيون معارضون للجماعة عدم نجاعة هذه الهجمات وفاعليتها في حال عدم خوض معركة على الأرض من قبل القوات الحكومية وبدعم من دول التحالف العربي والمجتمع الدولي الأمر الذي سيترك الباب مفتوحا أمام جميع الاحتمالات والمالات.

وجاءت هذه الضربات عقب اصدار الولايات المتحدة الأمريكية قرارات تقضي بتصنيف مليشيا الحوثي جماعة ارهابية إلى جانب عدد من القيادات المتعاونة مع المليشيا واعتبارها مطلوبة بعد فشل كافة المفاوضات التي كان من المرجح التوقيع على مسودة الاتفاقية في يناير 2023م قبل أن تنقل المليشيا المعركة إلى البحر الأحمر لتتوقف كل الجهود والوساطات.

اعتداء على السيادة ورسائل لـ طهران

وفي أول تعليق له كتب (ماجد المذحجي) على صفحته في “فيس بوك” وهو عضو مؤتمر الحوار الوطني المستقيل ورئيس (مركز صنعاء للدراسات): “أن الغارات الأمريكية ‏حملت تصعيد للخشونه الأمريكية المتزايدة في مواجهة الحوثيين، بدءاً من قرار تصنيف الحوثيين بـ FTO وصولاً لقصف المكتب السياسي في الجراف بصنعاء”!

معتبرا”أنه مسار سيعيد صياغة التفاعلات المحلية والإقليمية الراهنة، فهو من جهة قد يكبح جموح الحوثيين المتصاعد للتفجير في الجبهات المحلية مثل مأرب وقد يؤدي به للنزول من “على الشجرة”، عبر استجابة ضعيفه ورمزية للضربات الأمريكية”.

مؤكدا أن ردود الأفعال قد تأتي”خشيت أن التصعيد قد يعني انكشاف ظهره، وهذه المرة خصومتهم مع امريكا وليس التحالف العربي؛ ولكن من زاوية أخرى، وباعتبار الضربات الأمريكية في جزء منها “تأديب” على الشغب في البحر الأحمر، لكنها أيضا رسالة لايران الحليف العضوي للجماعة الحوثيه”.

مشيرا الى استجابة الحوثيين بالتهدئة أو التصعيد ستعكس مصالح طهران وليست فقط صنعاء، فـ طهران تعرضت اصولها الاستراتيجة في المنطقة لضرر بالغ ولم تعد هناك ساحة تعويضية في “المحور” سوى الساحة اليمنية التي يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في حماية ايران حال استطاع الصقور الإسرائيليين والأمريكان إقناع ⁧‫ترامب‬⁩ بضرب طهران وبرنامجها النووي.
وختم بقوله: “‏عموما يريد ترامب أن يفرض قواعد اشتباك جديدة برفع التكلفه على الجماعة الحوثيه، واستجابة الحوثيين الأوليه رغم صوتها العالي إلا أنها بالتأكيد اكثر ذعراً وقلقاً هذه المرة”.

أما السياسي والصحفي (حسن العديني) فقد أكد على صفحته في “فيس بوك” بقوله: “الصمت عن العدوان الأمريكي على اليمن جريمة، وهذا انتهاك للسيادة وترويع للسكان وتدمير للمقدرات الوطنية يتوجب رفضه بصوت عال بصرف النظر عن الموقف من الجماعة الحوثية”.

مضيفًا: “حتى من الناحية الأخلاقية لا بد من مخاطبة المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بإدانة الإرهاب والغطرسة والبلطجة الامريكية. الصمت عار وأي عار”.

تعليقات