منبر حر لكل اليمنيين

رفع حالة التأهب إلى “الإنذار الأحمر” بسبب الفيضانات والهزات الأرضية في ايطاليا

وكالات/

9

رفعت إيطاليا حالة التأهب إلى “الإنذار الأحمر” في عدة مناطق، بما في ذلك فلورنسا وبيزا، بسبب الفيضانات التي تهدد الأنهار الرئيسية، لا سيما نهر “آرنو”، الذي ينبع من جبال توسكانا ويصب في البحر التيراني عند مدينة بيزا. وجاءت هذه الخطوة بعد أن تجاوز منسوب المياه 5 أمتار بالقرب من متحف “الأوفيتسي” التاريخي في فلورنسا، أحد أهم المتاحف الفنية في العالم.

مدّدتْ مدينة فلورنسا عاصمة إقليم توسكاني الإيطالي، حال التأهب من الدرجة “الحمراء”، حتى منتصف ليل السبت، بسبب خطر فيضان الأنهار الرئيسية في الإقليم، خاصة نهر “آر” الذي ينبع من جبال توسكاني في وسط إيطاليا، ويصبّ في البحر “التيراني” عند مدينة بيزا، المعروفة ببرجها المائل.

وعلى الرغم من أن المخاوف تتركّز على مدينة بيزا وضواحيها، إلا أنّ الزخم الأكبر من الفيضان في مركز فلورنسا، بعدما بلغ ارتفاع منسوب المياه نحو 5 أمتار قرب منطقة متحف UFFIZI (الأوفيتسي) التاريخي، الذي يُعدّ واحداً من بين أهم المتاحف الفنّية في العالم أسوةً بـ”اللّوفر” في باريس، و”الأرميتاج” في موسكو، ويضمّ في قاعاته جواهر الإبداع الفني منذ عصر النهضة وحتى الآن.

وشهدت مدينة فلورنسا، الجمعة، فيضانات شديدة إثر تساقط أمطار غزيرة، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذير، بسبب سوء الأحوال الجوية، ومطالبة السكان بالبقاء في منازلهم.

ووفقاً لتحذير الطوارئ الصادر، الجمعة، عن غرفة العمليات الموحدة للدفاع المدني في الإقليم، فإنّ التمديد توجّب نتيجةً لاحتمالات أن يشهد، السبت، ومساؤه اضطراباً جوياً جديداً سيضرب إيطاليا بشكلٍ عام وتوسكاني بالتحديد، مع هطول أمطار متفرقة في جميع أنحاء الإقليم.

ويُنتظر أن يشهد، الأحد، تحسنّاً طفيفاً في الأنواء الجوية، لكن دون أن يُخفّف ذلك المخاوف في أقاليم توسكاني، وبولونيا، بسبب فيضانات الأنهار، وما تعرّضت إليه مدنُ وبلدات هذا الإقليم من دمار وخسائر فادحة في عام 2023.

وترافقت هذه المخاوف مع ما يحدث في إقليم كامپانيا الجنوبي (نابولي) بسبب الهزّات الأرضية المتواترة في ضاحية “كامپي فليغرِيَيْ” التي تمتاز باكتظاظ السكان، وعراقة المباني وهشاشة البُنى التحتية، إضافةً إلى المناطق المحاذية لجبل بركان “فيزوف” الذي دمّر المنطقة في سنة 79 ميلادية، ودفن مدينتي بومبي وهيركولانيوم.

أمطار وفيضانات

وكانت ليلة ماطرة واحدة بكثافة كافيةً لإعادة سكان مدينة فلورنسا إلى الذكرى المخيفة لليلة الخامس من نوفمبر 1966، حين فاضت مياه نهر “آر” وغمرت المدينة وضواحيها، وارتفعت مناسيب المياه في النهر، وفي المدينة الغارقة بأسرها تحت سيل من المياه بلغ ارتفاعها حوالي 7 أمتار.

في غضون ذلك أجبر ارتفاع مناسيب نهر “زينو” في ضواحي بولونيا الشمالية، سكان العديد من المدن والبلدات على النوم خارج منازلهم أو داخل سيّاراتهم مخافة زحف سيول المياه عليهم وهم نيام، كما حدث العام الماضي، واضطُرت مدة عدة، في مقدّمها فلورنسا، إلى رفع درجة الإنذار بالخطر من اللون “البرتقالي” إلى “الأحمر”.

ودعتْ السلطات إلى مستوى عالٍ من الحذر، وتجنب التنقل إلا في حالات الضرورة أو الطوارئ، وعدم البقاء في المناطق المنخفضة مثل الأنفاق، وعدم عبور المناطق المغمورة بالمياه بالسيارة أو سيراً على الأقدام، حيث يمكن حدوث عطل في السيارة أو فقدان السيطرة عليها أو السقوط في فتحات الصرف المكشوفة أو الحفر.

كما دعت إلى تجنب البقاء في الأقبية والصعود إلى الطوابق العليا. كما أكّدت أنّ الأوضاع مقلقة ومتطورة، ويظل مستوى التأهب مرتفعاً مع تفعيل جميع التدابير الاحترازية اللازمة في حالة الفيضان.

هزّات في الجنوب

في ليلة 12 و13 مارس الجاري، تعرض إقليم كامبانيا، وخاصة مدينة نابولي، إلى هزات أرضية بلغت شدتها 4.4 درجة من مقياس ريختر، وهي الأقوى من بين ما تم تسجيله في الأربعين سنة الماضية.

ووقع الزلزال بعد منتصف الليل بقليل، ممّا أشاع حالات من الذعر بين السكان، ودفع العديد من المواطنين إلى مغادرة منازلهم. وفيما تم الإبلاغ عن أضرار كبيرة، حيث أظهرت الصور سيارات مدمرة بسبب سقوط الحطام.

وتعرضت إمدادات الطاقة الكهربائية في بعض مناطق المدينة، أضرار جسيمة. فيما أُصيب شخص في بلدية بوتسولي القريبة من مركز الزلزال، حيث تم إخراجه من تحت أنقاض منزل منهار.

وقد بلغت تردّدات الزلزال جميع أنحاء إقليم كامبانيا، وتبعت الهزة الأقوى هزّتين ارتداديّتين أخف قوة.

وأجرت فرق الإنقاذ والدفاع المدني، صباح السبت، تدريباتٍ على إخلاء المواطنين من المناطق المُهدّدة بخطر الزلازل المحتملة أو بآثار الانفجار المحتمل لبركان “فيزوف”.

العيش على سفح البركان

ويعيش سكان إقليم كامپانيا في ظل جبل بركان، فيزوف أحد أخطر البراكين في العالم، وقد اندلع في عام 79، وخلّف كارثة مدمرة أودت بحياة آلاف الأشخاص.

وتسبب الانفجار في دفن مدينتي بومبي وهيركولانيوم بالكامل تحت طبقات سميكة من الرماد البركاني والصخور المنصهرة، مما أدى إلى محو المدينتين من الخريطة، حتى تم اكتشافهما لاحقاً في القرن الثامن عشر.
وما يزال “فيزوف” بركاناً نشطاً حتى اليوم، ويخضع إلى مراقبة مستمرة بسبب مخاطر ثوران محتملة قد تؤثر على ملايين الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة المحيطة به.

وارتفعت نسب المخاوف في النشاط الزلزالي في الجنوب الإيطالي بعد هزّات عدة أصابت مناطق من إقليم بوليا الجنوبي على ساحل البحر الأدرياتيكي، بلغت أشدّها 4،7 من مقياس ريختر.

تعليقات