منذ سبعة أشهر أو تزيد لم تجتمع الحكومة اليمنية بسبب الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي، ومنذو أن جاء بن مبارك إلى تلك الحكومة الجاهزة لم يقدم شيئا سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي بوصفهما يؤثران على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للمواطن، بل إن الأزمات الاقتصادية والمعيشية تفاقمت بسبب انهيار العملة الوطنية وبسبب الفساد..
كنت قد طلبت من بن مبارك ألا يقبل بحكومة لم يشرف على تشكيلها وهي بنفس الوقت متهمة بالفساد وأقيل رئيسها لهذا السبب، لكن بن مبارك الساعي للمنصب والحالم به منذ فترة بعيدة لم يكن يهمه وضع برنامج متكامل لبناء اقتصاد منتج وتوحيد الوعاء المالي للدولة وتحديد مسار السلام القائم على مبدأ المواطنة الجامعة وسيادة القانون واستقلال القضاء بدلا من المناطقية والمحاصصة..
وللإنصاف فإن بن مبارك لا يتحمل بمفرده فشل حكومة لم يشرف على تشكيلها ولم يضع برنامجها، بل تتشارك معه في هذا الفشل الطبقة السياسية التي تصر على عدم تجنيب اليمن ويلات الفشل المتعاقب والخروج من الأزمات المتعددة المتمثلة بالفساد والمناطقية السياسية..
وتتحمل السعودية كذلك جزءا من هذا الفشل بوصفها قائدة التحالف العربي ومع ذلك لم تدعم حكومة إنقاذ وربما تتحمل المسؤلية الكبرى أمام هذا الفراغ الحكومي وتشجيعها للطبقة السياسية الملوثة بالفساد وبالمناطقية السياسية..
خلاصة القول جميع الأطراف تتحمل مسؤولية فشل هذه الحكومة سواء الطبقة السياسية وداعميها الإقليميين والدوليين أو بن مبارك الذي أثبت أنه غير قادر على تقديم برنامج ينقذ الوطن النازف دما غاليا على جميع الأصعدة، وفي مقابل ذلك فإن النخب السياسية والإعلامية لا تريد أن تمنع الارتطام الكبير الذي يتهدد اليمنيين في أكلهم وصحتهم ودولتهم، أما المواطن فقد انشغل عن محاسبة الفاسدين بالبحث عن السبل الكفيلة بتجنب الجوع، لذلك يبدو أن التيه سييتمر طويلا..