منبر حر لكل اليمنيين

ثنيات الوداع

شعر/ أحمد المعرسي

7

إذا لاحت (ثناياتُ الوداعِ)

فقل لدموعِ قلبِكَ: (لن تُراعي)

فهذي (طيبةٌ) لاحتْ، وفيها

ملاذُ الخائفينَ من الضَّياعِ

وإنّ لنخلِ دهشتِها قلوباً

تُقَسِّمُها على مُهجِ الجياعِ

وحالي لاسمِها الموصولِ وصلٌ

وتقصيري امتناعٌ لامتناعِ

فَسَلِّمْ بالدموعِ على ثراها

بقلبٍ غائبٍ في الوَجدِ واعِ

ففي جنبيكَ يحضرُ كلُّ صَبٍّ

وقد طَرِبَ السماعُ من السَّماعِ

وتلكَ القبةُ الخضراءُ بحرٌ

من الأشواقِ يَلثمُها شِراعي

أعانقُ يوسفَ الأحوالِ فيها

ولكنْ لا يُفَتَّشُ عن صُواعي

ومن يَنزِلْ بروضتِها سعيدٌ

لأنَّ ترابَها عطرُ البِقاعِ

وعشاقُ النبيِّ إذا رَأَوْها

كأنَّ الكونَ منعِيٌّ وناعِ

فهذا ساترٌ حالاً بدمعٍ

وذا لبِسَ الدموعَ بلا قِناعِ

وذا موسى يمدُّ إليهِ كفَّا

عصاها كم تهِشُّ على الأفاعي

ومن عشق النبيَّ غدا فؤاداً

سماوياً من الوَجدِ المُشاعِ

وطيبةُ ما يَطيبُ على ثراها

سوى قلبٍ بحبِّ الناس ساعِ

وللعشاقِ أحوالٌ، فدعْهمْ

مقامُ الشوقِ يذهبُ بالطباعِ

وسِلْ في دمعِهمْ، واحضرْ إذا همْ

رَأَوْا سترَ الغيابِ من الدواعي

وإنْ شربوا فذقْ؛ فغداً ستغدو

أخاً للعارفينَ من الرَّضاعِ

وقل: يا سيدي، هذي شياهي

وقد جارَ الزمانُ بلا مراعي

أتيتُ وزادُ راحلتي ذنوبٌ

وتقصيري، وتفريطي متاعي

ببابِكَ قد أنختُ وقد تهاوتْ

من العصيانِ خائفةً قِلاعي

وقد وافيتُ بابَكَ دمعُ روحي

غدتْ حبري، وأنفاسي يراعي

أنا في البابِ فامددْ حبلَ وصلٍ

فإني قد مددتُ لكم ذراعي

أأغرقُ في البعادِ..؟! فَدَتْكَ روحي

أجرني من هبوطي وارتفاعي!

نزلتُ بروضِكمْ عبداً فقيراً

وفي قلبي الكثيرُ من السِّباعِ

تعليقات