حذّرت صحيفة الإندبندنت البريطانية من أن عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشهد “انهيارًا تدريجيًا للنظام العالمي الذي ساعدت واشنطن في تشييده بعد الحرب العالمية الثانية”، معتبرة أن سياسات ترامب تعكس تحولًا جذريًا نحو “عالم الفوضى” القائم على المصالح الذاتية والمواجهات مع الحلفاء والأعداء على حد سواء.
وفقًا للتحليل الذي حمل عنوان “في عهد ترامب، ينهار النظام العالمي الذي ساعدت أمريكا في بنائه”، تُعرّف الصحيفة “الترامبية” بأنها خليط من:
قومية اقتصادية متشددة مع حماية تجارية صارمة.
رفض التعددية الدولية لصالح التعاملات الثنائية القائمة على المواجهة.
الاعتقاد بأن المصلحة الأمريكية الذاتية تفوق أي التزامات دولية، بما في ذلك تجاه الحلفاء.
وترى الصحيفة أن هذه الرؤية تقود إلى تفكيك النظام الدولي القائم، واستبداله بـ”عالم تُوزَّع فيه القوى عبر مجالات نفوذ إقليمية”، حيث تسيطر دول كبرى على مناطقها دون اكتراث بالتوازنات العالمية، مثل ترك أوكرانيا لروسيا أو اعتبار جرينلاند وبنما ضمن النطاق الأمريكي.
تشير الإندبندنت إلى أن الولايات المتحدة، رغم تاريخها الممتد من العزلة إلى القيادة العالمية، حافظت لعقود على توازن بين مصالحها وضمان الأمن الدولي والتجارة الحرة. لكن مع ترامب، يختفي هذا “الالتزام بالواجب الوطني” لصالح “الانكفاء على الذات”، مما يهدد بفرض واقع جديد تُهمَّش فيه المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وحلف الناتو.
تختتم الصحيفة تحليلها بالتشديد على أن العالم أمام “نقطة تحول في التاريخ”، محذرة من أن الاستمرار في إنكار خطورة التجربة السياسية التي يقودها ترامب سيقلص فرص الاستجابة الفاعلة، داعية إلى مواجهة هذا التوجه قبل فوات الأوان.