لماذا يصر إخوان مصر على حمل راية الفوضى؟
مازالت جماعة الإخوان المسلمين في مصر تعتقد أنها صانعة الثورات وأنها بمجرد ما تدعوا المصريين إلى الخروج إلى الشارع سيلبي المصريون النداء وينزلون جماعات وفرادى، وعلى ما يبدو أن هذه الجماعة مازالت تقتات على خطابها الإعلامي دون ربطه بالواقع.
بالرغم من أن الجماعة تمتلك تنظيما مترابطا، إلا أنها في الممارسة العملية تتجاوز الآخرين بجهلها وتفتقد للحد الأدنى من الخبرة في إدارة الدولة أو التعامل مع المجتمع، وتتكئ على أفكار في معظمها فات زمانها، فهي مازالت تنطلق من الأجندة التي تأسست عليها وهي استعادة الخلافة وفرض حكم الشريعة واستعادة الإسلام بمفهومه الشامل كما قال إسلام الشاطر.
لو أن هذه الجماعة تضع أولوية استقرا مصر بدلا من تسويقها لفكرة الرجعة أو عودة مرسي المنتظر إلى كرسي الرئاسة لخلقت لنفسها فضاء ملموسا يمكنها المشاركة فيه، وذلك هو الطريق إلى الاستقرار، أما الشارع الذي تصر على تثويره فهو لا ينتج سوى الفوضى والعنف والجوع.
ونتيجة لعدم اشتغال هذه الجماعة على المستقبل وإغراقها بالماضي لم تدرك أن الشعب المصري يعي تماما أن أعداء مصر يحيطون بها من كل جانب وينتظرون ضعفها، التنظيمات الإرهابية في سيناء والانفلات الأمني في ليبيا والسودان وأثيوبيا تحاصر حياة ملايين المصرين بسد النهضة وإسرائيل تتحين الفرصة لمصر بوصفها قلب الأمة العربية النابض، ولذلك لن يحولوا بلادهم إلى ساحة حرب بالوكالة.
كل يوم يعايش المواطن المصري مأساة إخوانه في الدول العربية التي وقعت ضحية للفوضى، ويرى أنه لا شيء يضاهي الوقائع الوحشية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان ولبنان ويرى تمدد إيران وتركيا في البلدان العربية وإسرائيل تستفيد من هذا التمدد بدفع دول عربية أخرى للارتماء في أحضانها، ولن يسمح بأن تسير بلاده في هذا الركب.