عَـرَبَاتُ عُـمركَ مِـثلُ رُوحِـكَ مثقلةْ
وضـفـائرُ الأحـزانِ حـولكَ مُـسدلةْ
والـلـيلُ والـحـلمُ الـقـديمُ وشـاعـرٌ
أَلْـقَـوا عـلـيكَ بـحـزمةٍ مــن أسـئلةْ
ومـساؤك الـمشبوبُ مـن حـسراتهِ
فــي صـمتهِ الـذاوي يـعانقُ قـنبلةْ
تـمـضي وتـخـذلكَ الـجـهاتُ كـأنما
صــارتْ طـريـقكَ لـلـسماء مـعطلةْ
جـبـريـلُ يـغـزِلُـها ويـنـقضُ غـزلـها
فأَصِخْ لتسمعَ في الفضاءِ الجَلْجَلةْ
واخـصِفْ تـجاعيدَ الظنونِ بحكمةٍ
لِـتَـخِيطَ مِـن تـيهِ الـحقيقةِ أَعْـقَلَهْ
هـــذا زمـانـكَ عـالـقٌ فــي جُـرحِـهِ
يـمـضـي فـيُـوقِعهُ لُـهـاثُ الـهَـرولةْ
والقومُ إن بلغوا الأخيرَ من الأسى
وَجَــدوا مَـواجـعَهم لَـديـهِ مـؤوَّلـةْ
هـــذي رؤاكَ تَـكَـشّـفتْ أضــواؤهـا
وبـوجـهـها كـــلُّ الـحـقائقِ مـقـفلةْ
هـي فـي خيالِ البحرِ كانتْ قطرةً
بـعـيـونِ ســيِّـدةِ الــزمـانِ الأرمـلـةْ
فـاصدعْ تـرَ الـدنيا تـواري ضـعفَها
وإذا أتـاكَ الـموتُ قـلْ: مـا أجـملهْ!
فـالـعمرُ مــا بـيـني وبـيـنكَ لـحظةٌ
هــي قـيـدُ أمـنـيةٍ وصـرخةُ أنـملةْ
تـتـلـفتُ الأحـــزانُ فـــي أعـمـاقِـنا
وبـكـفِّـنا تُــطـوَى جــراحُ الأخـيـلةْ
كـلُّ الـحروبِ خَـرَجْتَ مِـنها سـالماً
إلا الــتـي كــانـتْ لـديـكَ مُـؤَجَّـلَةْ!
……
…….
من نصوص ديواني الأول قطرة في مخيلة البحر.