أين تتجه الآن
صوب أي النواحي تُولِّي بوجهك
آه لا تترك القلب لليل
لا تسلم القلب للويل
والعين للأرق
سألتك ان تعود يعد إليَّ النوم
لقد هجر النعاس شواطئ العينين
فعد بالله
حزناً سوف اقضي يا ضياء العين حزناً
يا ندى الأعشاب
يا هذا الصدى الرنان يعصف بي
ويا نهر الحنين اكاد اغرق في قرارته
سألتك ان تعود
تعد إلى قلبي حمامته
فعد بالله إلا عدت
وبالأمطار والريح
وبالأشجان تورق في صفاء روحي
سألتك بالندى بالنور بالأحلام إلا عدت
وبالصرخات أنفثها بإذن الليل إلا عدت
وبالطرقات تهرب من خطى المجنون إلا عدت
سألتك لا ترح
فأنا بدونك هيكل خرب
وانا بدونك عيلة بكماء
أرض جف فيها الماء
وخرابة مسكونة بالبوم والأشباح والظلمات والموت
وأعمى طاردته جوارح الآثام والندم الجبان
نخزت عصاه دويبة الألم
فآه لا ترح يا أنت يا كلي
فها روحي يحطمها الهيام
ويشرغها التفرق آه والهجران
وها انا اندب الانسان
وحيداً اقطر الدمعات
وأحلب في الدجى الأنات
أساءل عنك كالمجنون نجم الليل والطرقات
وهذي الريح والغرباء والأشجار
وأرجوا كلما رف النسيم أراك تقبل طالعاً فيهِ
فيا نجم السماء ويا مدى يا ريح يا طرقات ويا غرباء يا اشجار
قُدن خطاي صوب طلعته
وقدن خطاي صوب تشردي المجنون في الأسحار
صوب حنيني الجبار
وصوب نداء هذا القلب
فكم ناشدته الصمتا
وقلبي آه لا يستطيع
ويا قلبي سألتك ان تمت صمتاً
وقلبي آه لا يستطيع
لسوف اموت حزناً
فالنوى القتال برَّح بي
وقربني من الموت مسافات إلى موتي
فعد بالله لا ترحل
وإنك إن ترح فلمن تخليني!
وحيداً اسأل الغرباء عنك واسأل الاشجار
اخاطب نجم الليل والآفاق ان يبلغنني إياك
فعد بالله إلاّ عدت
و عد بالله لا ترحل