منبر حر لكل اليمنيين

المؤتمر والوطن والتحديات

33

عندما نتأمل في القوى السياسية اليمنية نجدها استوردت مناهجها وبرامجها وقناعاتها وأيديولوجياتها من مكونات سياسية دولية ونظريات غربية وشرقية؛ إلا المؤتمر الشعبي العام ابن اليمن وحزب الوطن الكبير، بميثاقه الوطني عبّر عن طموحات وآمال الشعب، وبمضمونه رسم برامجه وأنشطته على ضوء مصلحة الشعب والوطن، بعيدا كل البعد عن الولاءات الخارجية والأجندات الضيقة، جعل مصلحة الشعب والوطن أس وأساس عمله السياسي وفوق كل اعتبار، وربط بين روح الأصالة وروح المعاصرة، وحقق منجزات عجز عن الحفاظ عليها الآخرون، ناهيكم عن أن يقدموا للوطن شيئا يذكر.

عندما نتحدث عن المؤتمر الشعبي العام نجد الزعيم الشهيد/ علي عبدالله صالح الذي كان أبا لكل اليمنيين، صانع الوحدة وباني نهضة اليمن، وموطد الحرية، ذلك الرجل العربي الأصيل الذي امتلك الإرادة والقوة والعزيمة والإصرار، حول المحن إلى منح، والتهديدات إلى فرص، حرس وخدم الشعب أكثر من ثلاثة عقود، رغم كل المعوقات والمعثرات والمؤامرات والفخاخ.. وختم حياته العطية بتقديم روحه مع رفيقه الأمين في سبيل الأهداف الوطنية التي آمن بها وجسدها سلوكا وممارسة في قيادته للوطن عامة والمؤتمر الشعبي العام خاصة، رحمه الله ورفاقه الشهداء وأسكنهم فسيح الجنات.

هذا التبع العظيم ترك إرثا ثقيلا ومسؤوليات جسيمة تحتم علينا وتلزمنا أن لا نتوانى ولا نتهاون في تحملها، وأن نكون جميعا خير خلف لخير سلف.

ويجب علينا لزاما أن نبذل الغالي والنفيس بالسير قدما وبقوة وثقة على نهجه الوطني في خدمة الشعب وحمايته، كأعضاء وقادة لحزب المؤتمر الشعبي العام، بوحدة قلب وفكر وروح، وبنقاء وتراص وتكاتف وتعاون وتماسك وتقاسم المهام والصلاحيات والمسؤوليات لاستعادة الدولة وانقاذ الشعب وتفعيل الدستور والقانون والمشاركة في تدوير عجلة البناء والتنمية وخلق آفاق الأمن والاستقرار والتعايش والمساواة، جاعلين من أهداف ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر مع تحديثهما وصقلهما خارطة طريق للعمل في كل مجالات الحياة.

معلنين للكون كله رفضنا القاطع لكل مشاريع التجزئة والتقسيم على النطاق الجغرافي أو السياسي.. داعين كل القيادات المؤتمرية أن يستيقظوا من سباتهم ويحافظوا على وحدة الصف المؤتمري وتفعيل اللوائح والأنظمة، والتمسك بالميثاق الوطني، ووصايا الزعيم المؤسس، ثم الاستعداد لعقد المؤتمر الثامن في مقر اللجنة الدائمة بالعاصمة اليمنية صنعاء بعد الانتصار، نكون حينها قد أثبتنا واقعيا دورنا الوطني باستعادة الدولة وتحرير العاصمة وكل اليمن من المشاريع الخارجية، والأدوات الرخيصة، والعملاء الحمقى، وأوهام الولاية والخلافة، ومزاعم التشظي والأقلمة والتشطير.

أولوياتنا اليوم انقاذ الشعب واستعادة الدولة، يجب أن نعطي ذلك الأهمية القصوى ونعمل ليلا ونهارا في سبيل ذلك، وبعد الانتصار نتقيد بالنظام الأساسي واللوائح الداخلية، ونتعاون بتطبيق النظام والقانون وإحياء روح الدستور الجامع.

نرفض قطعيا كل محاولات التشطير والتقسيم، مع رفضنا التام للولاءات والأجندة الخارجية لا لإيران ولا غيرها، فالشعب اليمني لا يحتاج وصيا عليه يدرك أين مصلحته وكيف يحصل عليها، فلا تخنقوه بعناقكم وتنقذوه من الضمأ بجرعات سمومكم.
المجد لليمن والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والخلاص للمعتقلين.. وبالله التوفيق ومنه العون والسداد.

تعليقات