اغنية لصديقي المنفي
(1)
لم نكن غيرَ اغنية
حين كانت الريح تسأل أحفادهها
عن آخر الزائرين مقام النبي…
لم نكن غير هذا الصبي الذي نام في حضن أم له قالت الأمنيات
أنها أمُّنا كلنا يا أبي
لم نكن….
غير أن البلاد التي شارفت على الهلاك
أصبحت في الدماء
والدماء لها رأيها؛
من تراهُ
على هَديها
تجتبي.
(2)
ثورة الخصلات.. سقوط العمائم
الغلبة للاقدام الوارفة
للظلال المجدولة على الطرقات
المجد كل المجد للخصلات
للايادي التي جعلت دائرة الخوف تلف العمائم
الحياة للنداء الأخير الخارج من حناجر النساء المتعبات
للفتيات اللاتي ولِدن للتو من عنق الموت
الرِّفعة للأرض التي لا تقبل حراس الفضيلة القتلة
ولا تطيق لحى الكاذبين وصوت الذين أرادوا ابتزاز الحصى
الموت كل الموت للسفلة
من اثخنوا جسد الحقيقة بالخرافة
من بدلوا جلد المدينة بالسؤالات السخيفة
من اوهموا الاتباع أن العيش تحت الأرض مبتدأ النضال
وان ابي رغال كان جمّالًا وحسب.
(3)
لصديقي المنفي
خذ عني اغنيةً اهدتني اياه الريح
خذ عني غيمًا لا يعرف معنى التسريح
خذ عني هجيع الكلمات ونصف الكوب
خذ عني تاريخ سقوط البلدة في أيدي الرجعيين
خذ عني أنين القطة وهي تغرس أظافرها في جسد الحية بعد صراع مميت
خذ عني أكوام الحرب
سلمني ثانية للريح
خذ عني كي اتخفف من هذا العبء فقد تعب الفكر من التجديف
خذ عني ساعات النشوة وحديث الجارة وهي توعي الأطفال أن المنفى وطن الزيف وان العودة للأوطان أسهل من شرب الكأس المملوء بِسُمِّ المُلك
وان الشيطان لم يعد يختبئ في التفاصيل فبعد طول جدال
أصبح مسؤولًا في الدولة..!
السبت 5 / أكتوبر/ 2022