أقام المركز الثقافي اليمني في القاهرة اليوم الخميس، محاضرة للدكتور عارف المخلافي بعنوان ملكة سبأ بين الأسطورة والتاريخ.
وأدار المحاضرة أ. مصلح القباطي، مقدما نبذة عن المسيرة العلمية والأكاديمية للدكتور المخلافي، وأبرز كتبه ومؤلفاته.
وأكد د. المخلافي، في بداية المحاضرة أهمية إعادة النبش في الحضارة اليمنية التي وصفها بأنها باتت كحصان يمتطي صهوته كل هاو في التاريخ، ومتجني على الحضارة، يقدم تفاسير لأحداث تاريخية بعيدة عن الحقيقة والواقع.
وحدد د. المخلافي، شروط التخصص الدقيق في التاريخ القديم ومعاييره، وضرورة إعمال المنهج العلمي في الرد على كل من ينشر المعلومات الخاطئة عن الحضارة دون التقيد بالدقة المنهجية والقراءة المكثفة للمعلومة من أكثر من مصدر والاجتهاد لإيضاح اللبس والخلط.
واستعرض د. المخلافي فرضيات موطن ملك ملكة سبأ وحجتها، من الروايات التوراتية والانجيلية والمسيحية والحبشية، وكذلك المصادر العربية.
وقدم رؤيته وتحليلاته للروايات الأولى في الأساطير التاريخية عن مملكة سبأ وصولا إلى ما ذكر في القران الكريم وما كتب في خطوط المسند، كقرائن وأدلة، للإجابة على السؤال المحوري:
هل ملكة سبأ حقيقة أم هي أسطورة تاريخية؟ وكيف يمكن أن ندرس التاريخ اليمني مع الوعي التام بإشكالياته المركبة، في الاسم والمكان والروايات.
وأكد د. المخلافي، أن ملكة سبأ لم تذكر في القرآن الكريم وإنما ذكر موطن سبأ، وأن كتب الأخبار عرضت العديد من الروايات عن الملكة سبأ وأظهر توارد الأنباء عنها، وعن قصصها حجم التأثير الهائل التي شكلته على الثقافة العربية والإسلامية.
وفكك د. المخلافي الحجج والمبررات التي حاولت نسب الملكه سبأ وموطنها إلى العديد من الحضارات العربية والإسلامية الغابرة.
وأكد أن شواهد ومعالم وجود مملكة سبأ في محافظة مأرب اليمنية وردت في كتاب القرآن الكريم، والنقوش اليمنية القديمة والأثرية.
وقدم د. المخلافي، الدليل بالنص القرآني، مقرونا بالنقوش الأثرية عن الموطن الأصلي لمملكة سبأ، مشيرا الى أن صدى أساطيرها وتأثير قصصها يعد تأصيلا للحضارة اليمنية، وليس تقزيما لها أو الانتقاص منها.
واختتمت المحاضرة بمداخلات أجمعت على ضرورة توثيق قصص وحكايات الممالك اليمنية القديمة وأبرز رموزها، للتصدي لكل المحاولات التي تسعى إلى تزييف التاريخ والتعدي على الحضارة اليمنية.