لم أخرج في 11 فبراير، ولم أكن جزءًا من هذه الحركة، لأنني كنت أرى الحقيقة التي حاول البعض إخفاءها خلف شعارات كاذبة، واليوم، وبعد سنوات من الألم والمعاناة، اتضح للجميع أن المستفيد الوحيد من 11 فبراير هم من قادوا هذه الحملة، هم من أشعلوا الفتنة واستغلوا حماس الشباب البسيط لتحقيق مكاسبهم الخاصة.
من خرجوا في ذلك اليوم كانوا يحلمون بوطن أفضل، لكنهم لم يدركوا أنهم كانوا مجرد أدوات في يد من خططوا لتمزيق اليمن. تحول الأمل إلى يأس، وتحولت الوعود إلى سراب، وأصبح الوطن ساحة للصراعات، والمواطن البسيط هو الضحية الأولى.
لقد خسر اليمن أمنه واستقراره بسبب هذه المغامرة غير المحسوبة، وها نحن جميعًا ندفع الثمن. الفقر، الجوع، الحرب، التشريد، كلها نتائج مباشرة لهذا اليوم المشؤوم. لم يكن يوم تغيير، بل كان بداية الدمار الحقيقي.
والأغرب من ذلك أن هناك من لا يزال يحتفل بنكبة 11 فبراير، وكأن الوطن لم يدمر، وكأن الشعب لم يعانِ. لا فرق بين من يحتفل بهذا اليوم وبين امرأة تحتفل بطلاقها، رغم أنها خسرت بيتها وأسرتها واستقرارها. الاحتفال بالمآسي لا يصدر إلا عن جاهل أو مستفيد.
التاريخ لن ينسى من كان سببًا في هذه المعاناة، ولن يغفر لمن تاجروا بالوطن لمصالحهم. ولكن السؤال الأهم: هل سنتعلم الدرس؟ أم سنظل ندور في نفس الدوامة التي صنعها تجار النكبات؟