منبر حر لكل اليمنيين

اصبحنا نحلم بعودة وطن

جهاد عصلي

197

في وطني، يستيقظ المواطن كل يوم مع طلوع الفجر، يخرج ليكافح، ليجتهد، ليحمل على كتفيه أعباء الحياة وأحلام أطفاله الخمسة. يعمل ويكد، يتعب ويضحي، وفي نهاية اليوم يعود إلى بيته بمبلغ ستة آلاف ريال، وهو مبلغ كان يكفي يومًا ما، لكنه اليوم مجرد فتات لا يصمد أمام الارتفاع الجنوني للأسعار، وأمام واقع صار فيه الريال السعودي بـ 600 ألف.

في عهد زعيم العرب، الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح طيب الله ثراه ، كانت الستة آلاف تكفي لشراء مقاضي البيت لشهرٍ كامل، كان المواطن يعيش بكرامة، كان الراتب يغطي الاحتياجات، وكانت الأسواق تعج بالبضائع بأسعار في متناول الجميع. أما اليوم، فقد صار المواطن يلهث خلف لقمة العيش، يركض بين الأسواق ليجمع القليل مما تبقى، بينما الغلاء يلتهم كل شيء، ولا شيء يعوض هذا الفارق إلا وجعٌ يزداد يومًا بعد يوم.
لم يعد الحديث عن الأجور فحسب، بل عن العدالة في العيش، عن الغلاء الذي لا يرحم، عن أبٍ ينظر في أعين أطفاله كل ليلة، يتساءل كيف سيؤمن لهم غدًا أفضل، وهو يرى الحاضر ينهار أمامه؟ كيف يحلم لهم بمستقبل في ظل واقع يسرق الحاضر قبل المستقبل؟
إنه ليس مجرد وجع عابر، بل إحساس بالعجز أمام متطلبات لا تنتهي، أمام أرقام ترتفع بينما القدرة الشرائية تتلاشى، وأمام سياسات اقتصادية تُثقل كاهل المواطن دون أن تمد له يد العون. ليست الشكوى ضعفًا، لكنها صرخة في وجه واقع لا يمكن السكوت عنه.
لله المشتكى، ففي الماضي القريب كانت الحياة أيسر، وكان المواطن يعيش بكرامة، أما اليوم، فالأوجاع لم تعد تُحصى، والضغوط صارت أكبر من أن تُحتمل. والسؤال الذي يطرحه الجميع: متى تعود الأيام التي حكمنا فيها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله تغشى روحه الطاهرة وعاشها الناس بسلام، بلا خوفٍ من الغد؟

تعليقات