لا شيءَ أبقيتِ لي لا شيءَ بالمطلقْ
إلا التخبُّطَ لا بحرٌ ولا زورقْ
كنتُ اعتبرتُكِ موسِيقايَ كنتُ إذا
إليكِ أرسلتُ حرفاً واحداً أشهقْ
وكنتِ عينيْ إذا اشتدَّ العناقُ أرى
بها الذي فيكِ من حُسنٍ ومن رونقْ
لقد منحتُكِ قلبي والقلوبُ على
سلالمِ التيهِ تهوي كلّما تعشقْ
وقلتُ لبّيكِ لو شطَّ المزارُ بنا
يوماً لجئتُكِ نصّاً قبلَ أن أُخلَقْ
في الدمعِ في نشوةِ التدوينِ في رئتي
ما زلتُ أبحثُ عن معناكِ كي أغرقْ
وكنتِ أقسى بما يكفي لجعلِ دمي
طفلاً إذا قلتِ شيئاً مزعجاً أطرقْ
لكنَّ معركةَ الأشواقِ ليسَ بها
نسبيّةٌ في الأماني إنّها المُطلقْ
هيَ التأرجُحُ في ليلينِ من سهرٍ
ولا صباحٌ جديدٌ منهما أشرقْ
هوَ الخروجُ البسيطُ المُستفيضُ إلى
ما ليسَ نُدركُهُ مِن حُبِّنا الأعمقْ
هوَ التأنّي قليلاً حين لا يجدُ
الحبيبُ مفتاحَ قلبٍ بابُهُ مُغلقْ
هوَ ارتشافُ الندى مِن ثغرِ زوبعةٍ
تأتي على قدرِ ما تأثيرُها أقلَقْ
وأنتِ ما كنتِ مثلي كنتِ خارطةً
للفقدِ ليسِ لها سُورٌ ولا خندقْ
أحببتُكِ امرأةً كانَ الدخولُ إلى
أحضانِها حِيلةُ البحّارِ والزورقْ
لكنّكِ اعتدتِ جَرَّي للسوادِ وبي
طفلٌ يُفضّلُ مِن ألوانِكِ الأزرقْ
طفلٌ لعينيكِ يسعى حافياً وعلى
أنقاضِهِ ظلَّ يجري باحثاً عن حقّْ
لو أنّهُ الحُبُّ ثانِي اثْنَيْنِ لقَّنَني
درسَ الفراقِ لمَا كنتُ الفتى الأحمقْ
طفقتُ أخصفُ أوتارَ الحنينِ متى
تأتين؟ يا ليتني بالبُعدِ لم أُرزقْ