منبر حر لكل اليمنيين

كان اليمن يوما ما

أسامة فؤاد محمد

8

سيحكي ابنائنا لأحفادنا بأن اليمن يوما ما كان سعيدا بعهد رجلا صالحا، فيتعجب الأحفاد من كلام آبائهم الذي يعد بنظرهم ضربا من الجنون،هل كان بالفعل يا ابي يمنا سعيدا مثل باقي الأوطان..؟

سؤال الأحفاد سيدمع عين الآباء، نعم يا ولدي كان اليمن بعهد الرجل الصالح صالحا للعيش فكان الجميع يعيش بتناغم جميل آمنين مستقرين لا يخشون سوى الذئب على اغنامهم
فيعاود الأحفاد اسئلتهم بكل فضول هل كان هناك كهرباء؟
نعم ياولدي كانت الكهرباء تضيء اليمن من شمالها لجنوبها فكنا نراها من الطائرات كاللؤلؤ المتناثر على سفوحها وجبالها وسواحلها وحتى وديانها، هل كانوا يستلمون رواتب؟نعم ياولدي كان الجميع يستلم رواتبهم قبل ان ينتهي الشهر بالإضافة للإكراميات والمكافأت والترقيات التي يمتاز بها جميع ابناء الوطن دون تفرقة يصمت الأحفاد لحظات ويفكرون بكلام ابائهم الذي يعتبرونه من قصص الخيال والأساطير فيعود فضولهم ويتسألون بلهفة المشتاق لوطن وهوية، هل كان يسود العدل والمساواة بين الشعب يا ابي وهل كان النظام يطبق على الجميع..؟ فيرد الأب وعيناه تلمع شوقا وحزنا نعم ياولدي كان هناك نظام يطبق على الجميع وكان العدل والمساواة حق مكتسب لجميع ابناء الشعب دون تمييز او تفرقة، فيعود الأحفاد بكل براءة للسؤال بتعجب، لماذا اصبحت اليمن هكذا اليوم يا ابي ولماذا طالب الشعب برحيل الرجل الصالح..؟ السؤال الذي سيحير الآباء ولن يجدوا له إجابة للأحفاد سوة بعض الترهات التي تخرجهم من هذا الموقف المحرج فيبدأو بالمراوغة كانت لدى الشباب مطالب وكانوا يبحثون عن بعض التصحيح ويتلعثم الأباء حين يرون نظرات ابنائهم غير المقنعة بإجاباتهم فيقطع عليهم ابنائهم حديثهم المتلعثم ليخبروهم بكل حزم، إنه الجحود والنكران والتكبر على النعمة يا ابي

هنا يسود صمتا مرير بين الأباء والأحفاد، صمتا يكسوه حسرة الأباء وغضب الأحفاد، صمتا يكسره صوت الأحفاد مرة أخرى وبكل حزم إن كنتم تطالبون بالإصلاح..؟لماذا لم تصلحوا اليمن بعد الرجل الصالح منذ رحيله إلى اليوم..؟هنا ستزيد حيرة الآباء وشعورهم بالحرج من عدم مقدرتهم على الإجابة على اسئلة الأحفاد، وفجأة سيختم الأحفاد الحديث بقولهم لآبائهم ما يحدث باليمن اليوم يا ابي هو عقاب الله عليكم بسبب ما اقترفته ايديكم ونحن اليوم من ندفع ثمن اخطاءكم بالأمس،

ويقوم الأحفاد مغادرين مجلس ابائهم بإشارةٍ منهم بإنهاء هذا النقاش المؤلم.

تعليقات