حارت الأفكار ، والريشة واليَراع ، وتاهت الأحرف والكلمات بين أفراح معرض الكتاب في دورته السادسة والخمسين ، في قاهرة المعز .. ومدينة الود والسلام .. وعاصمة ام الدنيا .. وأتراح ذكرى عَلقت في اللحظة ذاتها لأخر معرض كتاب – حضرته – في صنعاء قبل نحو ثلاثة عشر عاماً بالتمام والكمال ، على أنقاض دولة يمنية فتية “وأدت” تحت تخدير الخيال والغرور والأوهام والظلم .
* ثلاثة أيام متتالية لم أتمكن من التعبير أو الحديث أو تحرير ” بوست ” بعد دعوة كريمة تلقيتها من فخامة الرئيس السابق علي ناصر محمد ورفيق العمر الأخ والصديق الدكتور مروان الخالد لحضور معرض الكتاب
وكأن صاعقة من السماء أصبحت تلف قيداً من الحرير على فكري و عقلي و أناملي .. فبات الصمت أبلغ تعبيرْ في غيمة من الوجوم ، فقط لأني عندما تماسكت قدماي للدخول إلى هذا المحفل الثقافي الخلاّق تذكرت اليمن.
إلى متى .. نُراوح بعيداً عن بلدنا التي تغرق في مستنقعات من ” الصمغ ” والصبار والعلقم ، وتعيش فوق فوهة البراكين ، وبراميل البارود ..
دخلت معرض الكتاب .. كُنت شاهداً على لغة الحياة التي تعيشها مصر العظيمة .. الحياة التي يستحقها شعب طيب يستحق الحياة .. وحضرت توقيع كتاب الرئيس ” طوفان الأقصى ” بمشاركة أروقة وربانها الأخ هاني الصلوي .. والتقيت بمعالي وزير الثقافة السابق الدكتور محمد المفلحي وعدد من الاصدقاء والمثقفين .. وشاهدت عدد من الإصدارات اليمنية المتميزة ، وتشرفت بإهداء كُتب من الأخ طالب الضامري من سلطنة عُمان الشقيقية لمجرد أنه عَلم أني صحفي من اليمن !!.
كما اطلعت على كتاب الدكتور ” لست متأكداً جداً ” بخواطره وأفكاره وفلسفته ، وإن تسابقت وتسامت وتسنْمت صفحاته في معرض الكتاب فإن المركز الثقافي اليمني في القاهره سيشهد يوم بعد غداً الأثنين حفل التوقيع بحضور سفير الكلمة والثقافة سيد الألقاب الدكتور عبدالولي الشميري والإعلامي المصري الصديق حسن فودة وعدد من المدعويين .
* ومع هذا الزخم اللافت ، من حولنا تبقى نظراتنا ونظرتنا شاخصة بالأمل .. تلفها الأمنيات والدعاء بعودة اليمن كسابق عهدها ” نخلة سامقة نحو السماء وشجرة وارفة يستظل في كنفها كل أبنائها.