(1)
منذ سيطرتها على السلطة في اليمن، عملت جماعة الحوثي على إحكام قبضتها على مختلف جوانب الحياة في البلاد، بما في ذلك المؤسسات الدينية. وقد تجلى ذلك بوضوح في سعيها للسيطرة على المساجد وتغيير الخطباء واستبدالهم بآخرين موالين لها
يتم اختيارهم بناءً على ولائهم للجماعة وأفكارها، بدلاً من كفاءتهم العلمية والدينية.
وبالمقابل يتم إقصاء العديد من الخطباء المستقلين الذين لم يوافقوا على الانصياع لتعليمات الحوثيين، وتم منعهم من إلقاء الخطب في المساجد.
هذا وقد فرضت جماعة الحوثي مناهج محددة للخطباء، تتضمن أفكارها ومعتقداتها، وتمنع أي آراء تخالف توجهاتها،،مما حول المساجد إلى منابر للدعاية السياسية للحوثيين، بدلاً من أن تكون أماكن للعبادة والتوجيه الديني.
أدى هذا الإجراء إلى تفرقة المجتمع وزرع الفتنة بين أفراده، حيث شعر الكثيرون بأنهم محرومون من حقهم في الاستماع إلى آراء مختلفة.
وبسبب سياستهم القمعية حتى على مستوى الدين حدث تراجع مستوى الخطاب الديني في المساجد، حيث تم التركيز على الجوانب السياسية بدلاً من القضايا الدينية والأخلاقية.
وذلك جعل الكثير من الناس تفقد ثقتهم في المؤسسات الدينية، بسبب سيطرة الحوثيين عليها واستغلالها لأغراضهم السياسية وفرض عقيدتهم على المجتمع اليمني.
إن استغلال الحوثيين للمساجد وتغيير الخطباء يمثل انتهاكًا لحرمة هذه الأماكن المقدسة، ويهدف إلى فرض سيطرتهم على المجتمع وتغيير هويته الدينية. هذا الإجراء له تداعيات خطيرة على الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي، ويتطلب تدخلًا عاجلاً من قبل الجهات المعنية والمجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات.
(2)
النفط في عهد اللادولة
سرقة النفط من الجرائم الاقتصادية الخطيرة التي تستنزف ثروات الدوله وتؤثر على استقرارها الاقتصادي والسياسي. وتتنوع أساليب سرقة النفط بوطني الحبيب منذ سقوط الدولة بيد العصابات،،بدءًا من عمليات التهريب البسيطة وصولًا إلى عمليات معقدة تشارك فيها شبكات دولية تحت إشراف عصابات محلية وتغاضي الشرعية،،
اليوم عندما يمتد انبوب نفطي من ميناء الضبة بمحافظة حضرموت بسعة تخزينية اكثر من ثلاثة مليون برميل نفط خام لمصفاة محلية قريبة من الميناء لتكرير النفط وعلى مدى عامين كاملين دون حسيب او رقيب وبشكل غير شرعي،،،هنا تكمن الكارثة ولكن الكارثة الأكبر في ظل اللاشرعية واللا دولة وسلطة عصابات الأمر الواقع ومازاد الطين بله تنصل جميع الجهات وإدعائهم المزعوم بعدم معرفتهم او صلتهم بالأمر.
السؤال هنا لشرعيتنا الموقرة بقيادة رئيس المجلس الرئاسي ونوابه المسؤول الأول والأخير امام الشعب كيف تمر كارثة كهذه وعلى مدى عامين دون علمكم..؟
إن كنتم تعلمون فهذه مصيبة ونهب للمال العام بمباركتكم،،وإن كنتم لاتعلمون فالمصيبة اعظم وعذركم اقبح من الذنب نفسه.