كحّلتَ بالضّوءِ النّدى
فتبسَّمَ الزّهرُ الحزين وحاصرَتْ
معناهُ في الحقلِ السنابِلْ
وتراقصَتْ كلُّ النّخيلِ وغرَّدَتْ
موَّالَ هذا الفجرُ مِنْ حولي البلابِلْ
قاتلتَ ما ارْتعشَتْ يدٌ
ما أدمنَتْ غير التَّشبُّثِ
بالقناديلِ المضيئةِ والمعاوِلْ
ودخلتَ في جسمِ الشَّهيدِ
تلوتَ فاتحةَ الخلاصِ، وقفتَ
قدَّامَ الرّصاصِ الخُضْرِ تصدحُ بالنَّشِيدْ
يا ضوءَنا المكسورَ في الأفقِ البَعَيدْ
فلتقتربْ
لا تغتربْ
مَنْ لا يريدُ الضّوءَ فلْيَغْرِسْ
أصابعَ كفِّهِ في عينِهِ ولْيَسْتَرِحْ في ليلهِ
يا ضوءُ إنَّ اللّيل زائِلْ.