تمتاز قيادات المجلس الانتقالي بضعف الرؤية السياسية واستغلال القضية الجنوبية كشيك مفتوح لمصالحهم دون تحديد ماهية هذه القضية، هل هي قضية سياسية يمكن حلها في الإطار السياسي، أو هي قضية اقتصادية يمكن حلها في إطار العدالة الاجتماعية التي يفتقر إليها اليمنيون ككل .
قرأت تصريحا لوزير الخدمة المدنية عبد الناصر الوالي، قال فيه: إن سبب انقطاع الكهرباء عن عدن كان الهدف منه حرف الأنظار وتهييج الشعب ضد رئيس الحكومة والوزراء، وسبب ذلك الانقطاع، لأن أعضاء الوفد الرسمي جنوبيين بالكامل .
لا أظن أن الزمان سيمدنا بمثل هذه الجثث المتضخمة، فهو يؤكد أن الوفد جميعه جنوبي، يعني من المجلس الانتقالي وبنفس الوقت تنقطع الكهرباء التي يديرها الانتقالي، هؤلاء الموميات لم يستطيعوا قيادة الجنوب وبنفس الوقت أضاعوا هيبة الدولة وأضاعوا قيمة الوقت وعطلوا التنمية .
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل النقص في الخبرة السياسية والوطنية ؟
والإجابة، نعم هذا أحد الأسباب المهمة، وذلك بين واضح من خلال الخطاب السياسي لقياداتهم ورموزهم، إضافة إلى الطموح الشخصي غير الطبيعي، وغير الواقعي، مثل هذا الطموح يدمر صاحبه ويدمر البلد .
يسافرون بجوازات الجمهورية اليمنية ويقابلون العالم باسم الجمهورية اليمنية، ثم يأتون لتسويق التضليل على الغلابة من الأتباع المغيبون وهم يدركون جيدا ومن واقع تجربتهم أنهم بهذه العقلية حطموا الجنوب والشمال بشرا وجغرافيا وتاريخ وأمل وطموح وبسبب ممارساتهم الرعناء تحولوا إلى عبء على الشرعية وإلى عجز دائم .
والعجيب ذلك الصمت من قبل الأطراف الأخرى الذين لهم نصيب في هذا الوطن، المفروض أنهم يبقون داخل الشرعية ويلتزمون باستحقاقاتها أو أنهم يغادرونها ويتبنوا مشروعهم الخاص بهم، لأن الشرعية تخص اليمن واليمنيين، فبسبب ضعف الرؤية السياسية لدى هؤلاء أصبح الشعب اليمني على حافة الهاوية .