فقد جديد وكبير رحيل الدكتور أحمد حسين الزارعي بعد معاناة مع المرض وبعد سنوات طويلة من النضال والعطاء والعمل وخدمة المجتمع والوطن.
تميز الرجل بالكثير من الصفات والمناقب التي جعلت منه شخصية كريمة أسهمت كثيرا في المواقع والمهام الرسمية والشعبية التي أوكلت إليه في مجال الصحة سواء على مستوى محافظة المحويت أو المستشفى الجمهوري التعليمي الذي كان أحد اعمدته بالعاصمة صنعاء أو في ديوان الوزارة كمدير للتعاون الفني والدولي، أو في عمله النقابي في قيادة نقابة الأطباء.
جاء رحيله بمثابة خسارة فادحة وهو الطبيب الذي قدم الكثير لأبناء بلده قبل أن يعاني من مرض عضال ليفارق الحياة صابرا محتسبا تاركا وراءه إرث من الابداع الذي دونه في الكتب وسمعة طيبة وأخلاق نبيلة بين أقرانه ومحبيه.
كان الدكتور أحمد صديق عزيز، ومن القيادات الوطنية النزيهه والكفؤة، خدم البلاد بكل إخلاص وقد تعرفت عليه عن قرب من خلال لقاءاتنا الدائمة مع نقابة الأطباء، وتوثقت علاقتنا بحكم عضويتي في المجلس المحلي بالأمانة وهو مدير للمستشفي الجمهوري التعليمي، كان مثال للخلق والعلم والهدوء، متواضع ورصين، مثقف واديب، رجل عملي خدوم جدا وله تجربة ملهمة في الحياة وخبرة أكسبته نضج وعلاقات طيبة واسعة مع الجميع.
التقيناه في فترة مرضه في قاهرة المعز وقد وجدته قويا مؤمنا وصابرا محتسبا راضيا، وكان متألما لما جرى ويجرى في البلاد، وقد أهداني كتبه القيمة التي جمع فيها بين العلم والدين، كما أنه كان عازم على اصدار كتابه الأخير الذي لم يسعفه المرض لاكماله وهو عبارة عن وصايا قيمة.
رحمة الله تغشاه تعازينا لأولاده عبدالله ومحمد وكافة أفراد أسرته ولوطننا الحبيب الذي كان بأمس الحاجة له في ظل ظروف صعبة ومعقدة على كافة المستويات
نسأل الله له الرحمة ولنا جميعا الصبر والسلوان .
إنا لله وإنا إليه راجعون.