آخر شخص يمكن أن يحب أمريكا:
صديق لي اعتقلوه قبل فترة لا بأس بها وعندما خرج راسلني ونصحني بعدم العودة إلى صنعاء لأنهم سألوه عني بالاسم. صنفوني، كما قال، ضمن مجموعة أصدقاء أمريكا وسفارتها. وهي تهمة لا تشبهني بأي حال ولا تنطبق علي.
في الواقع أنا آخر شخص يمكن أن يحب أمريكا (دولة وسلطة وسياسة خارجية)، لكني أعترف أن تهمتي الحقيقية هي أنني لا أطيق كل من يرفع راية معتقد أو مذهب أو قبيلة أو جهة على حساب مبدأ الدولة القائمة على دستور واضح وقانون أوضح. دولة تُبيّن حقوق وواجبات الأفراد بوصفهم مواطنين لا أتباعاً. ينعم فيها الجميع بالمساواة في الانتماء والعدالة في المغنم والمغرم. لا أن تتحدد صلتهم بوطنهم بكونهم عبيداً أو رعية، مؤهلين للجباية والخوف من الاعتقال ومكرسين بجهوزية عالية لتجنيد أنفسهم وبذل أرواحهم للدفاع عن خرافة، أو التبرير لعنصرية أو طائفية لا يقبلها العقل ولا تستسيغها الفطرة ولا تقبلها التربية ولا يقرها المنطق.
كتبت في 2015 هنا وقلت: ما حدث في #اليمن هو أن الشمال الذي كان يتظاهر بأنه دولة استسلم للشمال الحقيقي كما هو. شمال القبيلة والمذهب والاعتقاد بأحقية الهيمنة والاستحواذ. وفي النهاية طال الزمن أو قصر، يجب أن تكون في اليمن دولة لا قبيلة وطائفة أو جغرافيا مقدسة تستنسخ (العكفة).
وبهذه المناسبة أجدد تضامني مع الكاتب المعتقل في صنعاء محمد دبوان المياحي وجميع معتقلي الرأي في اليمن.