هبِيني إلى عينيكِ سُقتُ المرافئا
وأرسيتُ في معناكِ حُبّي شواطئا
أما ليَ حقٌ في احتضانِكِ يا التي
على سطرها المائيِّ ما زلتُ قارئا
تقولينَ لي بالغتَ أسرفتَ يا فتى
إذن صوِّبيني الآنَ إن كنتُ خاطئا
وأنتِ صلاةُ النهر أنتِ ضفافهُ
وذنبي بأني قد أتيتُكِ لاجئا
أيا ابنةَ هذا الضوء يا نكهة الرجا
يموت فؤادي عنكِ يوماً إذا نأى
ولستُ إذا خدّاكِ ضجَّا على فمي
لرعشةِ صدري وارتجافي مُناوِئا
لأنكِ بيتُ القصدِ في كلِ خطوةٍ
تمُرّينَ فيها تبعثينَ المبادئا
لأنكِ “ستُّ” الكونِ تأتينَ شهقةً
تُذوِّبُني حرفاً فأنسى التكافؤا
فتاتي… كتابُ الماءِ فاتحةُ الهوى
أبعدُكِ قد يهتمُّ قلبٌ بما رأى
أبعدُكِ يصفو العيشُ يا كلَ حُلوِهِ
أبعدُكِ يلقى البحرُ شطّاً ومرفأَ ؟
أبعدُكِ لي أرضٌ اسمّيكِ جنةً
عليها لأحيا مثلما حبُها ارتأى
أبعدكِ يا بنتَ التحياتِ والمنى
سأسطيعُ أن أُشفى سريعاً وأبرأَ
لأنكِ في المعنى تجِيئِينَ نخلةٍ
حفظتكِ نصاً كاملاً لا مُجزَّئا
جنيتُكِ مِن نجوى التسايحِ تمرةً
أصيرُ بها في شدّةِ البردِ دافِئا