يبدو أن الأزمة السياسية بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة الهدف منها لي الذراع وهي تمثل فصلا جديدا من فصول المسرح السياسي المستمر في البلاد، يدير الطرفان صراعهما وكأن الحرب لم تندلع والدولة لم تسقط، هذا الصراع يدل دلالة واضحة على أن رئيس مجلس القيادة منزوع الصلاحيات وأصبح رئيس الحكومة الذي عينه والذي يمثل جزءا من السلطة التنفيذية معارضا للجزء الآخر منها .
المفروض أن مجلس القيادة والحكومة يتعاونان على إعادة بناء مؤسسات الدولة المتصدعة، فعلى ماذا يتصارعان وليس لديهما مؤسسات، فلا حكومة ولا برلمان فاعل ولا رئاسة جمهورية تمارس دورها المنصوص عليه في الدستور ؟!
ولست بحاجة للقول، إن هذا الصراع يعود إلى مرجعية التعينات الخارجية من ناحية وإلى قلة الإدراك والخبرة السياسية في إدارة البلد من ناحية أخرى، فهما الدافعان الرئسيان وراء هذا الصراع، إذا ما أحسنا النية واستبعدنا افتعالهما الصراع للفت الأنظار بعيدا عن ملفات الفساد التي أثيرت مؤخرا دون تقديم أي فاسد حتى الآن إلى القضاء .
وتأسيسا على ما سبق، ونتيجة لما يعانيه البلد من انعدام الأمن وتفشي الفساد وانتشار الفقر ومصادرة القرار خارجيا، فإنني أدعو أعضاء التحالف الوطني الذين ظلوا خلال الخمس السنوات الماضية بين الأخذ والرد، أن يعلنون عن أنفسهم متبنين تلك الرؤية التي تم بلورتها والتي تعلي من المصلحة الوطنية وتقديم حلول حقيقية للشعب، فهذه آخر فرصة للقوى الوطنية في أن يكون لها دور في تبني مشروع وطني تدعو إليه جميع القوى الموجودة في الساحة، فالقادم سيجرف ما تبقى من أمل في استعادة دور اليمن الإقليمي والدولي .