منبر حر لكل اليمنيين

*تخيَّلْ أنَّنا نتخيَّلُ أنَّنا أنتَ

شعر/ علي المقري

14

تخيّلْ أنَّ دماً يسيلُ من جبهة ابنك وأنت لا تستطيعُ أن تذهب إليه وتمسح نزيفه بقطعة قطن،

ليس لأنّك بعيدٌ،
بل لأنّك تعرفُ أن ليس هناك قطعة قطن لديك.

في الحقيقة، ليس هناك أصابع تستطيع أن تلتقط هذه القطنة، إذا وجدت، وتمسح بها.
هل فَقدْتَ أصابعكَ؟ فقدتَ يديك ورجليك في الغارة المهولة قبل خمسة أشهر؟
أنت لا تُريدُ أن تُصدِّقَ،
لسببٍ وحيدٍ، هو أنّك حين ترى ابنك الوحيد مجروحاً تبادرُ سريعاً إلى تضميده،
إلى ضمِّه ومُلامسة دَمِه.
هل كنتَ تلامسه فعلاً أم تتخيّل؟
لهذا أقولُ تخيّلْ،
وأعرفُ أنّك ترفضُ هذه الكلمة، لأنّك لا تتخيّل، وإنما تعيش في دم ابنكَ.

ليكُنْ ما يكون،
المهمُّ، تخيّلْ أنَّنا نتخيَّلُ أنَّنا أنتَ،
نجلسُ في مكانك ونمُدُّ أصابعَنا لنلمسَ دَمَ ابنكَ.

23- 09- 2024

 

تعليقات