عند منتصف هذه الليلة ينتهي عام ٢٠٢٤، سيرحل بعيدا وستقف الشعوب في أرجاء المعمورة متظرة عاما جديدا محملا بالأماني، عدا الشعب اليمني الذي لم تعد تفرق معه الأعوام الراحلة أو القادمة، فهي بالنسبة له مجرد أرقام تمر من مرحلة زمنية إلى أخرى شاهدة على الدمار والكوارث والمآسي التي ستبقى حاضرة في الأذهان وشاهدة على معاناة لم يسبق لها مثيل، فمنذ عشر سنوات والأقنعة تسقط والضمائر بدت ميتة وعروق الوطنية جفت لدى كل الأحزاب والقوى السياسية التي رهنت نفسها للخارج من إيران إلى السعودية مرورا بالإمارات .
الأزمات لا تنتهي، بل تنتقل من عام إلى آخر، والنخبة الوطنية تعيش في غيبوبة،خاصة وأنها أمام واقع يتكرر كل يوم وكل عام وليس أمامها بدائل أخري ولم تعد هذه النخبة حريصة على حقها في الحياة، بل لم تعد تشعر بخطورة ما يجري، ولست أدري لماذا هذا العطب في التفكير لدى هذه النخبة التي تنتظر من المتقاتلين أن يتفاوضوا على حياة الشعب اليمني، مع إدراكها أن حياة الشعب اليمني لا تقبل التفاوض .
كيف يمكن لليمنيين أن يتفاءلوا بالعام الجديد والأعوام بالنسبة لهم متشابهة، فقد استبدلت المليشيات البناء والإعمار، بإعمار المقابر والكهرباء بالظلام والتعليم بالملازم والحياة بالموت والمرتبات بالعدم وفقد الشعب اليمني كل مدخراته، بينما المليشيات تتقاسم الغنائم فيما بينها برعاية الأمم المتحدة .
في العام الجديد أتمنى أن تتوحد النخبة الوطنية وأن تقف في مواجهة هذا الدمار والخراب وأن تضع نهاية لهذا العبث وأن تقدم مشروعا للسلام الشامل والعادل، بحيث يعيش الشعب اليمني مثل بقية الشعوب الأخرى، يحتاج الشعب اليمني إلى نخبة ترتقي إلى مستوى المخاطر والتحديات التي تحيط باليمن أرضا وإنسانا، فالانتظار لن يحقق لنا الاستقرار والحل لن يأتينا من الخارج، فلا تنتظروا أن تضيع اليمن مثلما ضاعت سوريا وليبيا والعراق،فمشاريع التقسيم في المنطقة جاهزة ومن يظن أنه بسكوته يحمي مصالحه فهو واهم .