محمد عبده/ مصطفى المخلافي
عام 2024 كان حافلا بسقوط العشرات من أبناء اليمن معظمهم ان لم يكن جميعهم مدنيون، من المسافرين والمواطنين العاديين في معظم المحافظات منها الحديدة والجوف وتعز وشبوة والضالع ومأرب والبيضاء.
وخلال 10 سنوات استطاعت مليشيا الحوثي الإرهابية تحويل مساحات واسعة إلى مناطق خطرة في معركة غير عادلة طرفها المواطن والحوثي وسط عملية سلام تم تقويضها بالتصعيد وسقوط مزيد من الضحايا وعدم الوصول إلى تسوية شاملة تعيد الاعتبار للحياة وتخفف من الأثقال التي تحملها كاهل المواطن.
وقد وثقت منظمات حقوقية سقوط آلاف الضحايا جراء الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في 13 محافظة، وبرغم توقف العمليات العسكرية في أغلب المناطق والجبهات إلا أن الألغام ما زالت تحصد أرواح الكثير بين قتيل وجريح.
وتمثل الألغام الأرضية المزروعة والمتفجرات تهديداً مباشراً على حياة المدنيين خاصة الأطفال في الأرياف، حيث تزايد أعداد القتلى والجرحى الذين أستهدفتهم الألغام الحوثية وهناك مايقرب 10 آلاف ضحية.
ويحذر الكثير من الحقوقيين أن الألغام تحولت إلى مأساة كبيرة كما أنها أصبحت ظاهرة مقلقة صنعتها مليشيا الحوثي ومأساة تؤرق أكثر من 35 مليون يمني.
يأتي هذا التحذير في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية معقدة بفعل استمرار الحرب وعدم التوصل إلى أي تسوية في ظل آمال عريضة بنجاح خارطة الطريق التي أعلن أنها ستكون جاهزة للتنفيذ في مطلع يناير من العام الماضي 2024 أي قبل عام بالتمام لكن لم يحدث من ذلك شيء.
حصاد أرواح وعاهات مستديمة
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أكدت أن ألغام الحوثيين لم تميز بين أي جنس وحصدت أرواح الآلاف، هذا ويواجه المدنيين والمسافرين ورعاة المواشي أخطاراً جسيمة يمة نتيجة زرع الألغام بطريقة عشوائية، إضافة لظهور تشوهات نفسية واجتماعية وعاهات مستديمة تشكل عبء على الضحية نفسه والأسرة بشكل عام والمجتمع.
وفي تقرير لنيويورك تايمز أشار فيه إلى أن الحوثيين زرعوا أغلب الألغام الأرضية وغيرها من العبوات الناسفة المدفونة في اليمن في أغلب مناطق سيطرتها خاصة في تعز وعدد من مناطق محافظة الحديدة، وبحسب معلومات حكومية يمنية فقد زرعت ميليشيا الحوثي أكثر من مليوني لغم منذ إسقاط العاصمة صنعاء أواخر العام 2014، ما يعني بأن اليمن تحولت إلى مزارع ألغام كبيرة تهدد حياة ملايين اليمنيين الذين يموتون كل يوم.
وتظل الألغام التي زرعت من قبل مليشيا الحوثي خطراً حقيقياً يتهدد الحياة برمتها، حتى في مرحلة مابعد الحوثي، ما يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ومراكز توثيق الجرائم المنظمة، والعمل الجاد للوصول لخرائط الألغام في مناطق الاشتباك والأرياف والقرى.
كما يتوجب الضغط على ميليشيا الحوثي ومنعها من الاستمرار في زرع الألغام التي بات زرعها أسهل من زرع الأشجار وتقديم كل من تورط للمحاكمة.
بالإضافة إلى المطالبة بخرائط زراعة الألغام التي تتغير مواقعها بسبب الامطار والسيول الشديدة ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.