تطورات الوضع الراهن وقيام العدو الإسرائيلي بدعم وهيمنة ومساعدة لوجستية من الأممية، تصب في تدمير البنية التحتية لليمن، بعيدًا كل البعد عن محاربة إرهاب الحوثي للممرات البحرية والتجارة العالمية. قصف مليشيا الحوثي الوهمي لإسرائيل لم يُسفر عن أي أضرار لتل أبيب، وإنما كان مجرد محاولة لذر الرماد في العيون وللتملص من كراهية الشعب اليمني لطغيانها وتنكيلها بالشعب الصامد.
هذه الخطوات هدفها الواضح هو الإفلات من المحاسبة الدولية والمحاكمات كمجرمي حرب، واستعطاف أهالي وقبائل المناطق المحاصرة لاستنزاف أبنائهم كدروع بشرية، وأموالهم تحت ذريعة دعم الشعب الفلسطيني. في الوقت نفسه، تستغل المليشيا هذه الدوافع الوهمية لنهب الممتلكات والثروات، ما يزيد من قوتها البشرية والمالية، ويجبر الأممية، أمام الرأي العام العالمي، على القبول بها كسلطة معترف بها في شمال اليمن.
بهذه الطريقة، تسعى مليشيا الحوثي لفرض سيطرتها على اليمن، وتعزيز قدراتها الإرهابية والعنصرية، وترسيخ الفقر والجوع، ومحاربة أهل السنة في المملكة العربية السعودية. كما تعمل على استمرار النهب المنظم لإيرادات قناة السويس، التي خسرت المليارات نتيجة إرهاب الحوثي وحصار السفن في البحر الأحمر، وقصف البوارج وسفن النقل العملاقة.
خريطة الشرق الأوسط الجديد لم تكن سوى وسيلة لتحقيق أهداف القوى العالمية في السيطرة على مناطق أهل السنة، ونشر المذهب الشيعي، وتحويل المنطقة العربية إلى بؤرة للتخلف والإرهاب والعبودية. الهدف النهائي هو إحباط سيادة الدول العربية ذات المذهب السني، ونشر الفوضى السياسية والصراعات الإقليمية لتدمير وحدة الأمة وإضعافها أمام الأطماع الخارجية.