صنعاء.. 10 درجات اضافية لكل طالب يرضخ لوقفات وطوابير الحوثي في الجامعة
تقارير/ يمن المستقبل
صنعاء/ عدن / تقارير
محمد عبده الشجاع / مصطفى المخلافي
أجبرت ميليشيا الحوثي طلاب الجامعات والمدارس الواقعة تحت سيطرتها على المشاركة في دورات تدريبية عسكرية تنظمها في مناطق سيطرتها.
مصادر خاصة قالت لـ ” يمن المستقبل” أن طلاب جامعة صنعاء أجبروا على الحضور مبكراً ليسهل ترتيبهم في طوابير للظهور أمام وسائل الإعلام على هيئة سرايا عسكرية، بعد أن تلقوا دورات تأهيلية ضمن ما أسموه ” دفعات طوفان الأقصى” التي اطلقتها ميليشيا الحوثي في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م تزامناً مع انطلاق الحرب في غزة، فيما احتفت وسائل إعلام حوثية في اليومين الماضيين بتخرج ما يقارب ٢٧٠٠ طالب، والتي اطلقت عليهم مسمى سرايا طلاب جامعة صنعاء، قالت أنهم أصبحوا جاهزين للقتال في الجبهات لمواجهة العدو الامريكي حسب وصفها.
وذكرت المصادر لـ يمن المستقبل ” أن أغلب هؤلاء الشباب ينتمون لأسر فقيرة جداً وأن مشرفي ميليشيا الحوثي أبلغوا أهاليهم بأن التعليم لن يفيد أبنائهم طالما وهم عاجزين عن حماية بلدنهم، واقنعوهم بأن تعليم الجامعات غزو للأجيال لكي يتخلوا عن حماية أوطانهم ودينهم حسب قولهم.
كما اضافت أن ميليشيا الحوثي فرضت إجازة رسمية لمدة أسبوع في بعض الجامعات منها جامعة البيضاء لمدة أسبوع ابتداء من يوم السبت الماضي قابلة للتمديد، وذلك بسبب انشغال طلاب الجامعة لحضور دورات عسكرية مكثفة تبدأ من الصباح الساعة السابعة وتنتهي في المساء الساعة الثانية عشرة.
كما تقوم ميليشيا الحوثي بتنفيذ دورات عسكرية للطلاب تتضمن برامج نظرية وتطبيقية لاستخدام الأسلحة المختلفة والذخيرة الحية، وتشير المصادر إلى أن ميليشيا الحوثي هددت الطلاب الرافضين المشاركة بعقوبات تصل حد الفصل من الجامعة، كما أنها قامت مؤخراً بفصل ما يقارب ١٩ طالب لرفضهم حضور الدورات العسكرية، وهو ما يؤكد بأن هذه الميليشيا تسعى إلى تجهيل المجتمع اليمني وتدجينه بخرافاتها وشعاراتها البغيضة الداعية للعنصرية والتفرقة.
ويقول ح.غ.م لـ يمن المستقبل ” وهو أحد المعنيين في جامعة صنعاء، أن العطلة الصيفية التي انتهت مبكراً في مناطق سيطرة الحوثيين، شهدت استهدافاً واسعاً لجيل الشباب والأطفال من خلال الدعاية للدورات العسكرية تحت مسمى نصرة غزة، التي ساهمت في تجنيد الكثير من المغيبين فكرياً مع هذه الميليشيا، كما أنها عملت على إجبار أغلب الأكاديميين على الحضور والاستماع للمحاضرات العسكرية التي تدعي أن إسرائيل وأمريكا متواجدين في اليمن لقتال اليمنيين، وبأن من لا يحضر هذه الدورات سيكون هدفاً للعدو الأمريكي.
وأفادت مصادر صحفية لـ يمن المستقبل” أن هذه المعسكرات تدار من قبل كبار مشرفي الحوثي، وبأن هذه المعسكرات يشرف عليها شخصياً محمد علي الحوثي وأبو علي الحاكم، بالإضافة إلى شخصيات كبيرة مرتبطة بملف التجنيد المرتبط بعقال الحارات الذين يقومون باستقطاب الشباب والأطفال وإجبارهم على الانخراط في هذه الجريمة التي تستهدف التعليم والفكر الديني والفطرة السليمة، كما أنهم يقومون لاحقاً باقتياد هؤلاء إلى أماكن التجنيد السرية وهم معصوبي الأعين لكي لا يتم معرفة أماكن تواجدهم.
ويقول ك.ف.ص. لـ يمن المستقبل” أن ميليشيا الحوثي هاجمت العديد من منازل المواطنين مطلع شهر نوفمبر في أرياف العاصمة صنعاء، واقتادت العديد من الشباب من طلاب جامعة صنعاء الذين رفضوا الحضور للجامعة خوفاً من إجبارهم على الدورات العسكرية إلى جهة غير معلومة، وبرغم ذلك إلا أن أهاليهم التزموا الصمت خوفاً من التنكيل بهم، وعند الحديث معهم قالوا بأن مشرف المنطقة المكنى بأبو الفتح أبلغهم بأن ابنائهم يخضعون لدورات دينية، وبأن هذه الدورات تقوي من عزيمتهم الإيمانية وتحميهم من الضياع.
ويضيف المصدر أن إجمالي التعليم الأساسي والثانوي والجامعي، يتعرضون إلى عملية تدمير ممنهجة، وبأن ما تقوم به ميليشيا الحوثي يعد تصفية واجتثاث للتعليم في اليمن، وبأن حشد الطلاب بهذا الشكل المُسيء للتعليم جاء بناء على وعود برفع درجات في المواد التعليمية، وبأن هذا الأمر يعد جزء من العملية الممنهجة لتدمير التعليم الذي بات صرحاً كهنوتياً بامتياز، ناهيك عن تعمدهم لإهانة الأكاديميين ومحاولة سحق مكانتهم في المجتمع، واستدل بمقولة ” إذا أردت أن تهدم مجتمع فاهدم القدوة.
وينظم الحوثيين كل يوم جمعة وقفة تضامنية مع غزة، ويقومون بحشد آلاف الطلاب الذين يحضرون للمشاركة كل يوم جمعة مقابل الحصول على عشر درجات عن كل مادة في نهاية الفصل الدراسي، وفق إفادات الطلاب وبعض دكاترة جامعة الذين قالوا بأن مشرفي الجماعة يجبروهم على تزويد كل طالب يحضر السبعين كل يوم جمعة عشر درجات، كما أضافت مصادر أن رئيس جامعة صنعاء المعين من قبل ميليشيا الحوثي هو صاحب هذه الفكرة، وبأنه التقى بهم مرات عديدة وطلب منهم عدم الحضور للجامعة مقابل الالتزام بالحضور إلى ميدان السبعين كل يوم جمعة تضامناً مع غزة ولبنان.
وتحشد ميليشيا الحوثي الطلبة مستغلة الأحداث الجارية في غزة، ضمن برنامج التعبئة العامة الذي بدأته منذ أكثر من عام، وقد استغلت الردود العسكرية الغربية على هجماتها في البحر الأحمر لتواصل التجنيد تحت مبرر محاربة إسرائيل وأمريكا، وتمكنت من التأثير على كثير من البسطاء، خصوصاً في المناطق الريفية الفقيرة التي تعاني من محدودية التعليم، وهو ما ساهم في زيادة أعداد من تم التأثير عليهم بالانضمام لمعسكراتها التدريبية التي تستهدف التعليم بالدرجة الأولى.