رياح الكاريبي العاتية هبت بنكهة البن البرازيلي. وليالي الأنس في الدوحة استجابت ورفعت بيرق العدل. غنى الأسمراني فينيسيوس جونيور لحلمه بمليون لحن. دغدغ الضياء. داعب النجوم. رقصة السامبا هي اللون الرسمي لعام باذخ بالألقاب..
فينيسيوس أفضل لاعب في العالم..فيفا أكدتها على انقاض جراح الفرانس فوتبول..أخيرا جاء الإنصاف من أعلى هيئة عالمية متأبطا بشارة كانت في الأساس متوقعة..
كان فينيسيوس يداوي جرحا عميقا في قلبه. يحيا على جمر الألم. كان يفتش بين أشلاء أحلامه المبعثرة عن نبض صادرته البالون دور في صيف ضاع فيه كل لبن العدل والاستحقاق..
في الدوحة اعتلى فينيسيوس قمة المسرح. ابتسم بعمق شهور كبت صنعت من الحرمان فوضى حواس لا تنتهي..
فينيسيوس بطل جائزة ذا بيست.. إنه الإشهار الواقعي والمنطقي والاعتراف الأهم بأن هذا اللاعب الذي ملأ الملاعب لهذا العام فنا كرويا راقصا استحق هذا التتويج بنسبة مئوية كاملة..
حتى وفينيسيوس يقاوم في داخله رغبة الانزواء عن الأنظار بعد ضربة البالون دور. قاوم كل التصحر النفسي والجفاف المعنوي. حفر على حائط التكهنات زفرات ملتهبة. وما لم تقله دموع الحرمان في باريس قالته دموع الاستحقاق في الدوحة..
العالم يبدو سعيدا لأجل فينيسيوس..فالذي ملأ الملاعب محاسنا وجمالا. كان يستحق أن يختم العام بهذه الجائزة الرفيعة..
الآن وقد منحت سعفة النخيل الذهبية ظلها للعصافير العابرة لبحر الكاريبي ..يحق للاعب العام فينيسيوس أن يضحك كثيرا. يحق له أن يجمع شتات كائنه المبعثر في أعماقه. صارخا صرخة مدوية من أعماق مياه الخليج : يحيا العدل..