( ١ )
في معترك الواقع السياسي قد تبرز شريحةٌ حاقدةٌ تسخِّر كل شعبيتها ومُكنَاتِها وطاقاتها وأدواتها بطريقة بشعة، بعيدةٍ كل البعد عن الإنصاف، وخاليةٍ من دَسَمِ الوطنية، تنفث سمومَها في كل وسيلةٍ من وسائل الاتصال السياسي، والتواصل الاجتماعي، لتحقيق مآربَ شخصيةٍ دونَ اعتبارٍ لكل طقوس المعارضة السياسية الشريفة والنزيهة، التي تعارض لتصلحَ أخطاء الحاكمين وتستهدف حماية الوطن والمواطنين من تبعات تلك الأخطاء، لا لتنتقمَ من شخوص الحكام – وعوائلهم -ولو بتدمير كل مقومات الدولة ونظامها القائم، وعرقلة كل ما فيه صلاحٌ للوطن وتحسين معيشة الناس، تحت يافطة ( فليسقط النظام ) واضعةً نصب عينيها شعارَ سَوءٍ، منهجه: الغاية تبرر الوسيلة، وما أقبحه من شعار عندما يسيطر على الأفكار، فتَستَحِلَّ العمل بمقتضاه، بل وتستحليه.
( ٢ )
ولعلَّ أبرز حقدٍ سياسي شاهدناه خلال الأيام الماضية القريبة، كان ذلك الحقدُ الذي عَجَّت به بعضُ القنوات المُغرضَة والصحفُ الصفراءُ والأقلام الانتهازية في مواقع السوشيال ميديا – وما أقلها – تجاه شخص سعادة السفير العميد/ أحمد علي عبدالله صالح، (نجل رئيس اليمن الأسبق)، ونائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، القائد السابق للحرس الجمهوري والقوات الخاصة تلك الشخصية الوطنية النبيلة المهذَّبة، التي التزمت الصمت طيلة عشر سِنينَ خَلَت تجاهَ إساءاتٍ حاقدة لم تَأْلُ جهداً في كل محفلٍ ومناسبة إلا وسخَّرتها للنياح والنيل من شخصه وشخوص عائلته، وازدادت شرارة حقدها وصارت لهبًا كبيرًا أحرق قلوبهم المريضة وأنطق ألسنتهم المسمومة عندما أُعلِنَ رفعُ العقوبات الكيدية عنه، تارةً، وتارةً أخرى عند قيامه مؤخرًا بزيارة جمهورية مصر العربية وتوافد الناس من كل حدَبٍ وصوب للقائه والتسليم عليه تعبيرًا عملياً عن حبهم الصادق ومودتهم له واعترافاً برمزية الرجل ومكانته، وأنه حسب قناعاتهم رجل المرحلة وشيفرة الخلاص والانقاذ).
( ٣ )
وإذا كان المجتمع الدولي قد عَمَدَ لذلك الاعلان مؤخرًا فهو قد استهدف تصحيحَ خطأٍ وقع فيه قبل عقدٍ من الزمن، وأعاد بذلك الأمور إلى نصابها، والأهم أنه منَحَ بذلك القرار -الصادر وبإجماعٍ من أعلى هيئةٍ دولية- رَدَّ اعتبارٍ للسفير ووالده. ومعلومٌ أنّ الرجوعَ للحق فضيلةٌ، وسجيةٔ محمودة.
لكن ذوي النفوس الحاقدة وبلا شك، قد أغاضهم إنصاف الرجل – كما أغاضتهم شعبية الرجل والرمزية التي يتمتع بها – فقامت قيامتهم ولم تقعد، ولن … لأن قواميسَ أفكارهم ،كما يبدو، لا تعرف في سطورها مبدأ الرجوع للحق، ولا تعرف فضيلته ؛ لـذا ستظل قلوبهم بنار الحقد مكتوية، وأبصارُهم بغشاوتهِ متلبِّسة ورؤوسُهم بلوثَتهِ متوَشِّحة.
( ٤ )
وأمام ذلك الداء المستشري فيهم سنظل – نحن محبي السفير – نأمَلُ الصَّفـاءَ والنقـاءَ لقلوبهم، وندعوهم بكل حبٍّ ووُدٍّ لاستبدال سَوَادِ نظاراتِ أبصارهم بأخرى ذاتِ عدساتٍ ناصعةِ البياض؛ علّ زوالَ سَوادِ الأبصارِ يمهِّدُ الطريقَ لزوالِ ما في أفئدتهم من أحقادٍ مستعِرة، وجـلاءُ العين ونقـاءُ القلبِ تستنظِفانِ العقلَ من لَوثَـةِ أفكـارِه، وتنقشعُ بالتالي، سُحُب السَّوادِ التي كانت ولا زالت تتلبد بها أجواءُهم. وفي ذلك خيرٌ لهم إن كانوا يعقلون.
..