ستسقط مليشيات الإمامة مثلما سقطت أخواتها في المنطقة ، المسألة مسألة وقت.
الحوثي استعدى اليمن أرضاً وإنسانياً يحقد – كقطع الليل المظلم – على الإنسان وتاريخه وحضارته ومواطنته وحتى على الأسماء ، أحدهم يقول لي : ” غادرت محافظة إب أنا وأطفالي بسبب أن اسم ابني ” معاوية ” ، المشرفون ضايقونا وهددونا .
الحوثيون يفسدون في البلد دون هوادة ، إجرامهم يتصاعد كل يوم ، عنجهيتهم واستحقارهم للناس مريع وفظيع ، لدرجة تدفع بكثير من الشباب والمقهورين والمحرومين للانتحار أو الموت بالجلطات.
الإحساس بالناس مفقود والرحمة ميتة ، تتطاير من عيونهم الجريمة و الحقد تجاه كل ما هو يمني وعربي ، يطمسون كل معلم وجميل وقيمة.
خذوا لكم على سبيل الذكر :
المواقع الأثرية يدمرونها والمخطوطات ينهبونها والمساجد يحرقونها .
يتجاوزون النازية والفاشية بمراحل ، استبدوا بكل شيء واستحوذوا على كل شيء .. الطلاب الذين هم من أسر حوثية ومرتبطة بهم سلاليا يسيطرون على المقاعد الدراسية بالطول وبالعرض في الكليات والتخصصات الهامة كالطب والهندسة وكليات المجتمع وغيرها ، رغم إن نسب نجاح معظمهم في الثانوية العامة تتراوح بين 50 – 65 % بينما الطلاب ( غير المنتمين لهم عرقيا ) والمتفوقين علميا وتزيد نسب نجاحهم عن ال 90% لا يحصلون على مقاعد ولا فرص .
الوظائف في المواقع الإرادية والأمنية والقضاء وغيرها حكرا على ( الساده ).
أي حوثي ومشرف حوثي يستطيع أن ينهب مالك ويخطفك ويسجنك وينكل بك وبأسرتك ويأخذ أرضك ولا يحاسبه أو يردعه أحد.
دور العبادة احتلوا منابرها وطردوا خطباءها وحولوا خِطابها من خطاب ديني وسطي إلى تحريض وطائفية وعنف وثقافة موت وحروب وتضليل ودسائس ..المدارس والجامعات والصحافة ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ليست أحسن حالا من ذلك .
صادروا بصر وسمع وذائقة المجتمع وتعدده وتنوعه ، يتجسسون على المواطنين رجالا ونساء في مجالسهم وقاعات احتفالاتهم ، في أفراحهم وأحزانهم ، أسواقهم ومقار أعمالهم وتنقلاتهم.
سؤال : كيف لجماعة تدّعي أنها سلطة تتحكم برقاب أكثر من 15 مليون إنسان أن تبقى وتواصل حربها المسعورة على الشعب تجويعا وتضليلا وكذبا وهوانا وظلما ومتاجرة طوال عقد من الزمن؟
ولك أن تسأل عنها أي مواطن يمني يعيش تحتها ووفق شروط مأساتها! سيقول لك : ” نحن في جحيم ، موتى لكنّا نتنفس ، نهيم على وجوهنا ، الحوثي جوعنا ، بهذلنا ودمر حياتنا ، كسر الله شوكته ونكس رايته ”
نستطيع اليوم الجزم بإن نواميس الكون وعجلة الزمن والتاريخ ومعطيات الواقع تقول بكل وضوح : ” آن أوان زوال هذه الحقبة الحوثية المظلمة وحان قِطافها “