منبر حر لكل اليمنيين

الشخصية المركزية في الحدث السوري الراهن

محمد العلائي

20

بعد قراءة في مصادر متنوعة حول أبو محمد الجولاني (أحمد حسين الشرع)، هذه أهم الحقائق التي خرجت بها عن الشخصية المركزية في الحدث السوري الراهن:

ولد في الرياض عام 1981م حيث كان والده حسين الشرع في ذلك الحين منفياً في السعودية بتهمة أنه “بعثي يميني” حسب مصطلحات تلك الفترة، فقد كان معارضاً للأسد ومؤيداً لصدام والبعث العراقي، وهو رجل اقتصاد له عدة مؤلفات في هذا الجانب.
عاد حسين الشرع الأب إلى دمشق 1986م مع عائلته، وفي حي المزة قضى ابنهم أحمد فترة طفولته ومراهقته، وقيل أنه وقع في غرام فتاة “علوية” لكنه لم يرتبط بها.
بعد الغزو الامريكي للعراق 2003م بدأ الشاب أولى مغامراته، حيث التحق بفصائل مقاومة الاحتلال الأمريكي، وتحديداً تنظيم القاع دة بقيادة الزرقاوي.
تم القبض عليه والزج به في أحد سجون الاحتلال الامريكي في العراق لمدة خمس سنوات.
بعد إطلاق سراحه من السجن عام 2009م التحق بصفوف القاعدة مجدداً وصار من قياداتها الميدانيين البارزين.
مع موجة “الربيع العربي” 2011م قرر تنظيم القاعدة في العراق مساندة الانتفاضة في سوريا ضد نظام الأسد.
بانتقاله إلى سوريا عبر الحدود شرع الجولاني مع آخرين في تأسيس جبهة النصرة بوصفها الفرع السوري من القاع دة المكلف بمهمة خاصة.
عام 2013م أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة الإرهاب، وتم الإعلان عن مكافأة تقدر بـ10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، وكذلك صنفته دول الاتحاد الأوربي، [والأغرب أن تركيا أعلنت تصنيف هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية].
عام 2017م اعلن الجولاني رسمياً الانشقاق عن تنظيم القاع دة وتغيير اسم المنظمة من جبهة النصرة الى هيئة تحرير الشام (قال الجولاني مؤخراً أن هذه المنظمة وسيلة لا غاية وأنها قد تحل نفسها في أي لحظة).
انفرد الجولاني بحكم مدينة إدلب السورية وبعض المناطق على مدى السنوات الماضية، ويقال أنه حاول تقديم نموذج للحكم يميل فيه إلى الاعتدال بالقياس طبعاً إلى سلوك المجموعات المتشددة الأخرى مع احتفاظه بطابعه الديني الإسلامي.
وقد سعى الجولاني مع مرور الوقت إلى تمييز نهجه تدريجياً لا سيما في التعامل مع الأقليات عن نهج تنظيم داع ش.
ومن الدلائل التي يسوقها أنصاره على اعتداله مثلاً أنه وافق عام 2022م على افتتاح كنيسة للمسيحيين في إدلب، ونسج مع أعيان الطائفة المسيحية علاقات ودية ودعا المهجرين منهم للعودة إلى ديارهم واشترط عليهم فقط عدم قرع الاجراس.
وهكذا، فإلى جانب تحولات وانتقالات الرجل الحادة في العقيدة والموقف، هناك تحولات في المظهر والزي والاسماء والكُنى:
فمن رداء القاع دة وداع ش -العمامة واللثام- وصولاً إلى الزي العسكري لتنظيم مسلح يتبنى أجندة محلية “وطنية”،
ومن رفضه لـ العلم الوطني الذي ترفعه بعض فصائل “الثورة السورية” حيث اعتبره رمزاً جاهلياً إلى تبينه ورفعه في مكتبه ومناطق توسع قواته،
ثم التبدل في الاسماء والكُنى وأولها أوس الموصلي ثم الفاتح أبو محمد الجولاني وأخيراً إشهار اسمه الأصلي أحمد الشرع!

تعليقات